واحد من أهم مصادر الفرح للمؤمن في هذا العالم هو كلمة الله. والأسباب التي تدعو إلى ذلك كثيرة، فهي:
طعام مُلِّذ: يُلقَّب إرميا بالنبي الباكي، ومع ذلك فإن الرب أعطاه مادة عظيمة للفرح، هي كلمة الله، فقال: «وُجِدَ كلامك فأكلته، فكان كلامُك لي للفرح ولبهجة قلبي»؛ وكان نتيجة ذلك أن أمكنه الانفصال عن أفراح العالم الوهمية الزائلة ( إر 15: 16 ، 17). وأعتقد أن مريم من بيت عنيا، عندما زار الرب قريتها، وقَبِلَتهُ مرثا أُختها في بيتها، وجلست مريم عند قدميه لتسمع كلامه، كأنها كانت تُردِّد كلمات إرميا هذه، فهي يقينًا كانت تأكل كلامه، وليس فقط تسمعه. طوباها، إذ كانت جالسة عند قدمي الكلمة المُتجسِّد، تسمع منه دروسًا من الكلمة المكتوبة!
وأكلْ كلام الله معناه تخصيص الكلمة للنفس. وبعد الأكل ستأتي عملية الهضم، وهي عملية بطيئة، ولكن بدونها لا نستفيد مما نتناوله. وهكذا فإننا نحتاج إلى التفكُّر والتأمل في كلمة الله بعد أن نقرأها، فالحيوانات الطاهرة بحسب تعليم العهد القديم، كانت تأكل وأيضًا تجتر (لاويين 11).