"بك احتمت نفسي وبظل جناحيك أحتمي إلى أن تعبر المصائب"
( مز 63: 7 ؛ 57: 1).
إن ربنا ومخلصنا المبارك ترك المجد وصار إنساناً، وفي عبوره في العالم واجه كل ما نلاقيه نحن من صعوبات وآلام. يعلم ما هو الألم وما هو الحزن وما هو البكاء. علم ما معنى المقاومة والبُغضة وسوء المعاملة، جاع وتعب وافتقر وهو يعرف ما معنى كل هذه. لم يكن له أين يُسند رأسه، فهو يعرف معنى الألم الجسماني كما يعرف ضيق النفس، يعرف معنى تجربة إبليس ومعنى بصق الناس وسخريتهم واستهزائهم. ولا يوجد نوع من الآلام والأحزان البشرية إلا وقد ذاقه، بلا خطية. لم يعرف خطية، ولم يعمل خطية، ولكنه حمل خطايانا في جسده على الصليب "تأديب سلامنا عليه وبحُبره شُفينا" ( إش 53: 5 ).