بمجيء يسوع المسيح المخلص، أراد الله أن تُصبح الكنيسة التي أسسها أداة خلاص للبشرية جمعاء (أع 17/30-31)[90].
هذه الحقيقة الإيمانية لا تُنقص أبداً من احترام الكنيسة الصادق لديانات العالم. لكن، في الوقت عينه، تنفي جذرياً بديهية اللامبالاة “المتبعة بروح البنوية الدينية التي تعتبر كل الأديان متساوية”[91].
وإذا صح أنه باستطاعة أتباع الديانات الأخرى قبول النعمة الإلهية، فالأصح من ذلك هو أنهم، موضوعياً، في فقر مدقع مقارنة بالذين هم داخل الكنيسة حيث ينعمون بملء وسائل الخلاص[92].
“على كل أبناء الكنيسة أن يذكروا أن عظمة وضعهم ترجع، لا إلى استحقاقاتهم الشخصية، بل إلى نعمة خاصة من المسيح التي، إن لم يتجاوبوا معها فكراً وقولاً وفعلاً، استحقت لهم لا الخلاص بل دينونة عظمى”[93].
نفهم هكذا أن الكنيسة، وفقاً لوصايا الرب (مت 28/19-20) ولما تتطلبه محبتنا لكل الناس، تبشر ويجب عليها أن تبشر دوماً بالمسيح الذي هو “الطريق والحق والحياة” (يو 14/6) فيه يجد الناس كمال الحياة الدينية وبه صالح الله كل شيء”