توبة المرتدين عن الإيمان في مجمع أنقرة المقدس
أمام فظاعة وقسوة عصر الاستشهاد كان بعض المؤمنين قد ارتدوا عن الإيمان المسيحي ولو ظاهريًا..... وإذ لم يستطيعوا احتمال العذابات الشديدة. وهؤلاء كانوا على أنواع:
فبعضهم بعد أن كابد العذاب لم يستطيع أن يصبر إلى النهاية فأنكر المسيح. والبعض خاف وأستسلم من قبل أن ينال من العذاب وإنما لمجرد التهديد وما كان يراه في غيره. والبعض الثالث سلك مسلكًا ربانيًا، فأستطاع أن يقنع الجلادين أما بالتوسل أو بالرشوة أن يتظاهروا بالشدة والقسوة عليه -حتى لا يُتَّهم بالجبن والخوف من أخوته المسيحيين- عندما ينكر المسيح أمامهم يكون له عذره وقع التعذيب الشديد (ظاهريًا).
وكانت مظاهر الارتداد هي: إنكار السيد المسيح باللسان -تقديم الذبائح للأصنام- الاشتراك في الولائم المقامة المقامة لتكريم آلهة الوثنيين والأكل فيها.. إلخ..
وكان المرتدين يُعْطُون شهادات بأنهم فعلوا ذلك حتى لا يتعرضوا لاضطهادات أخرى. وقد نشر الدكتور هارنلك وثائق بردية papyrus من هذه الشهادات عثر عليها مدفونة في الرمال المصرية. وفي أحدها ما يلي:
(أنا ديوجيتي، قد قدمت ذبائح مستمرة وأكلت في حضوركم من لحم الذبائح وألتمس منكم إعطائي شهادة بذلك). وكان بعض المسيحيين يعمل هذا كرهًا والبعض طواعية.
والبعض كان يقوم بهذا وهو باكٍ وحزين والبعض وهو بشوش..... وكان الساقطون في هذا الارتداد أنواع: مؤمنين عاديين، شمامسة، كهنة. والبعض من الموعوظين الذين لم يكونوا قد قبلوا الإيمان بعد.
لهذا كله، وجد المجمع نفسه أمام حالات كثيرة متنوعة، فاضطر أن يضع لها القوانين التي تحمل تفاصيل هذه الحالات وعقوبة كل منها. وقد بلغ عدد القوانين التي وضعها من أجل قبول توبة هؤلاء المرتدين عن الإيمان الذين رجعوا طالبين الانضمام إلى الكنيسة تسعة قوانين، يُضَاف إليها قانون بخصوص ارتداد الموعوظين، فيكون الكل 10 قوانين من مجموع قوانينه البالغة 25 قانونًا.