أُحبك يا رب، يا قوتي. الرب صخرتي وحصني ومُنقذي.
إلهي صخرتي به أحتمي. تُرسي وقرن خلاصي وملجأي
( مز 18: 1 ، 2)
هكذا كان قلب داود ناظرًا إلى الرب ( مز 18: 1 ، 2)، فهو يفرح لأن الرب قوته أكثر من فرحه بالحصول على القوة، ويبتهج لأن الرب مُنقذه أكثر من ابتهاجه بالإنقاذ، ويُسرّ لأن الرب حصنه وتُرسه وقرن خلاصه وملجؤه، أكثر من سروره بالحصول على فائدة من هذه الأمور كلها. وهكذا يجب أن يفرح جميع القديسين لأن الرب هو خلاصهم (سواء زمنيًا أو أبديًا) أكثر من فرحهم بالخلاص، ويجب أن ينظروا إلى الله نفسه أكثر من نظرهم إلى عطاياه وبركاته، وهكذا تكون لغتهم: ”نحن لا نريد ما لَك، بل نريد شخصك“ أو بعبارة أخرى ”نحن لا نطلب شيئًا مما لك نظير طلبنا شخصك“. وقال آساف: «مَنْ لي في السماء؟» ( مز 73: 25 ). نعم، فمَن هم القديسون، ومَن هم الملائكة، وما فائدتهم للنفس بدون الله؟ وما يصدق على الأشخاص، يصدق على الأشياء أيضًا ”فماذا لنا في السماء؟“. ما هو الفرح، وما هو المجد، وما هو الغنى، وما هي المناظر الجميلة والمعدات الفاخرة التي في السماء بدون رب السماء؟