|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الرب يسمعني «اِسْتمِعْ يَا رَبُّ. بِصَوْتِي أَدْعُو فَارْحَمْنِي وَاسْتجبْ لِي» ( مزمور 27: 7 ) السبب الرئيسي للقلق هو قسوة وسلبية الحوار الداخلي (Internal Dialogue)، أو الحديث الذاتي (Self Talk). فعندما نُفكِّر مع أنفسنا في ظروفنا أو مخاوفنا، تزداد وتتضخم وتتشعَّب. فمثلاً حين فكَّر داود في ظروفه، وقال لنفسه: «إِنِّي سَأَهْلِكُ يَوْمًا بِيَدِ شَاوُلَ»، ازداد خوفه؛ ونتيجة لذلك اتخذ قرارًا خاطئًا في حياته، وقال: «فَلاَ شَيْءَ خَيْرٌ لِي مِنْ أَنْ أُفْلِتَ إِلَى أَرْضِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ» ( 1صم 27: 1 ). وحين فكَّر إيليا في تهديد إيزابل له خاف: «وَطَلَبَ الْمَوْتَ لِنَفْسِهِ، وَقَالَ: قَدْ كَفَى الآنَ يَا رَبُّ! خُذْ نَفْسِي» ( 1مل 19: 4 ). لذلك فعلاج مخاوفنا يبدأ بتحويل أحاديثنا الداخلية السلبية مع أنفسنا إلى أحاديث إيجابية مع إلهنا. والخطوة الأولى للعلاج في محضر الرب هي سكب القلب وتفريغ الهم أمامه. وهذا ما يفعله الرب مع كل رجاله المُتعَبين الخائفين. فعندما قال الرب لإيليا: «مَا لَكَ ههُنَا يَا إِيلِيَّا؟» ( 1مل 19: 9 )، أراد الرب أن يفتح إيليا قلبه، ويسكب ما في داخله أمامه. وعندما نطرح همومنا أمام الرب ونتكلَّم معه نهدأ ونستريح. إن هذا التفريغ الروحي والنفسي أمام الرب لا يكون بأفواهنا فقط، ولكن بالقلب أيضًا «لَكَ قَالَ قَلْبِي» ( مز 27: 8 )؛ أي لا تفتح فمك فقط بل افتح قلبك أمام الرب. وصلاة التفريغ هذه لا تكون من فمي إلى أُذن الرب، بل من قلبي إلى وجه الرب «لَكَ قَالَ قَلْبِي: قُلْتَ اطْلُبُوا وَجْهِي. وَجْهَكَ يَا رَبُّ أَطْلُبُ» ( مز 27: 9 ). فأنت لا تُصلِّي فقط لتُعرِّف الرب بمخاوفك وتُسمعهُ مشاكلك، ولكنك تُصلِّي لتتمتع بنور وجهه وعظمة حضوره. فعندما يُشرق نور الشركة الإلهية؛ يتبدَّد ظلام الخوف والقلق وغيوم التوتر والهلَع، لأن أمامه يهرب الحزن والتنهد. انظر إلى حَنَّة أم صموئيل، عندما كانت حزينة ومُرَّة النفس، وذهبت إلى بيت الرب، في محضر الرب كانت تُصلِّي وشفتاها فقط تتحرَّكان، لأنها كانت تتكلَّم في قلبها وصوتها لم يُسمَع. لقد قالت لعالي الكاهن عندما انتهرها وظنها سكرى: «إِنِّي امْرَأَةٌ حَزِينَةُ الرُّوحِ ... أَسْكُبُ نَفْسـِي أَمَامَ الرَّبِّ»، وعندما خرجت من محضر الرب «لَمْ يَكُنْ وَجْهُهَا بَعْدُ مُغَيَّرًا» ( 1صم 1: 15 ، 18). إننا نحتاج أن نتعلَّم إلقاء الهموم أمام الرب وعلى الرب «أَلْقِ عَلَى الرَّبِّ هَمَّكَ فَهُوَ يَعُولُكَ» ( مز 55: 22 ). فهناك فرق بين أن تحكي همَّك للرب؛ تقوله وتسردهُ، وبين أن تُلقي همك على الرب؛ تطرحه وتُسلِّمه، ولا تعود لتأخذه مرةً أخرى. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الله يسمعنى |
كنت أظن بإن الله لا يسمعني |
(مي 7: 7) يسمعني |
ليس لي احد يسمعني |
ولكنني أراقب الرب أصبر لإله خلاصي يسمعني إلهي (سفر ميخا 7: 7) |