|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أحببت الربّ لأنه يستمع
جاء أحد المؤمنين يوفي نذوره للربّ، ويقدّم ذبيحة الشكر في أروقة الهيكل. وما اكتفى بجماعة الحاضرين تحيط به، بل أراد شعب الربّ كله شاهداً له في صهيون. هذا يعني أن الشعب جاء من المنفى، وأقام في أورشليم التي أعيد بناؤها. ولكن هذا لا يتمّ فعلاً إلا في نهاية الأزمنة. فالاجيال الآتية سوف تخبر، والشعب الذي سيولد سيتحدّث عمّا يتّم من خلاص (مز 22: 31- 32). وفي هذا الشكر يبرز موضوع الثقة بالله. يتذكّر المؤمن محنة قاساها في الماضي، وعوناً حصل عليه حينذاك، فأبرز إيمانه بالربّ، ودعا سامعيه إلى الإفادة من خبرته والتمثّل به. يذكر الماضي بخفر وتحفظ: كان قريباً من الموت (آ 3). كاد يسقط فلا يقوم (آ 8). كان بعيداً عن الربّ، ربّما في أرض المنفى (آ 11). وها هو قد عاد. ثبت في المحنة ففهم في قلب ضياعه أنه ما كان له أن ينتظر شيئاً من البشر. فجعل اتكاله كلّه على الربّ. والنداء الذي وجّهه إلى الله، لم يكن حدثاً من الماضي وحسب، بل هو حدث حاضر. وهذا اللجوء إلى الله لم يكن مقدّمة لتدخّل الله، بل كان نتيجة لهذا التدخّل. بما أن الربّ سمع للمؤمن، فالمؤمن سيصرخ إليه دوماً ولا سيّما خلال نشيد شكره. وبفضل ما ناله من إحسان، سيعي انتماءه إلى مجموعة أولئك الذي يدعون الربّ. المؤمن هو من أخصّاء الربّ، والربّ يهتمّ بحياة أخصّائه، إنه ابن البيت. وفي النهاية يحرّض المرتّل نفسه على الهدوء. ويدعوها إلى الراحة التي يهيّئها الربّ لشعبه. هذا لا يعني أنه وصل إلى نهاية الطريق، بل اعتبر أنه منذ الآن يطأ أرض الأحياء، أرض الربّ. أنه يسير تحت نظر الربّ. أنه في حضرة الربّ. أتيت اليوم لأشكرك يا ربّ، ولأشكر لك احساناتك وصنائعك كنتُ في خطر، كنتُ قريباً من الموت والهلاك، فأتيت أنت ونجّيتني كنتُ في الضيق، كنتُ في الشدّة، وأنت انتشلتني دعوتُك فأجبتَ، صرختُ فأسرعتَ، شكراً لك يا ربّ. أنا في التعب، أنا في العناء، ولكنني أؤمن بك وأثق برحمتك أنا في الخطيئة والشرور، ولكنني أعرف أنك الإله الحنون أنا ضعيف، ولكن رجائي أنك تحفظ الضعفاء، وتحامي عن البسطاء أنا على حافة البأس والموت، وأنت تخلّص حياتي من الموت. كنتُ في القيود فأفرجتَ عني، كنتُ في الاتهام فدافعتَ عني خلاصي من عندك ومن عندك وحدك، أيها الربّ الإله لهذا أقول لك حبي، فأعطني أن أحبّك أكثر أنت يا سامع الصلاة والتضرع. قلبك قلب أب، وأحشاؤك أحشاء أم أنت الحنون وأنت الرحوم، أنت تهتمّ بالمؤمنين بك وها أنا آتٍ إلى معبدك وهيكل قدسك، لأوفي لك نذوري لست أدفع لك شيئاً، وماذا أعطيك يا من منك كل شيء. أنا أعبّر لك عن شكري وامتناني، لهذا أقدم لك ممّا هو لك أنا أقدّم حياتي لك، فأتذكّر ولا أنسى، أذكرك ولا أنساك أصلّي إليك، فأعبّر عن فرحي وسط الجماعة أنشد، فيعرف الجميع ما تمّمَت لي من خلاص، وما أنت مستعدّ أن تفعل لشعبك. أحببتُ الربّ لأنه يستمع إلى صوت تضرعي يميل أذنه إليّ كلما صرخت إليه. هذا هو فعل إيماني بحضورك في حياتي، بوجودك وسط شعبك أنت ترى وتسمع، أنت تميل أذنيك وتُصغي إذا صرختُ فأنت تستمع، إذا تضرعت فأنت تجيب أناديك فتردّ النداء، أدقّ الباب فتفتح لي فماذا أطلب بعد يا ربّ، ومن لا يحبّك أيها الإله؟ أحاطت بي حبائل الموت، وأصابتني شدائد الجحيم قاسيت الحسرة والضيق، فدعوت باسم الربّ آه يا ربّ نجني. ملأتني إيماناً وحباً، ولهذا أتيت أشتكي إليك لو تركتُ نفسي في حسرتها، لكان اليأس دبّ في قلبي لو استسلمت للضيق، لكنتُ الآن في عالم الموت ولكنني دعوتك، دعوت باسمك، فأعدتَ إليّ الأمل صرخت: يا ربّ نجني، فجئتَ عاجلاً ونجّيتني فالشكر لك يا ربّ والحمد لك. الربّ حنون وعادل، الربّ إلهنا رحيم الربّ يحرس البسطاء. له أتذلّل فيخلّصني. إرجعي يا نفسي إلى هدوئك، لآن الربّ أحسن إليكِ خلّص حياتي من الموت، وعينيّ من الدموع، وقدميّ من الزلل لأسير أمام الربّ في أرض الأحياء. أنت الربّ الحنون، تترأّف بالخاطئين، فكيف بالتائبين الراجعين إليك أنت الربّ العادل، لا تسمح أن يُظلم أتقياؤك على الدوام أنت الربّ الرحيم، تهتمّ بالضعيف والذليل واليتيم والأرملة تحرس البسطاء الذين لا يعرفون حيل أبناء هذا الدهر فيك وضعتُ رجائي، فلن اخزى، أمامك تذللتُ فتخلّصني. أتذكرَّ ما وصلتُ إليه من شدّة، فأضطربُ وأقلق عيناي امتلأتا بالدموع من الألم والحسرة قدماي صارتا قريبتين من الزلل والسقوط بسبب المحيطين بي قلبي ارتاع وخاف بعد أن وصل إلى حافة الموت. وأفرح بما أنا عليه الآن بعد أن عاد إليّ الهدوء والراحة أنت أحسنت إليّ، فماذا انتظر بعد الآن راحت الدموع إلى غير رجعة، فقربُك لا بكاء فيه ولا دموع زال الخطر بعد أن رفعتني على صخر عالٍ وانتشلتني من وهدة عميقة أنا حيّ الآن وأنت نجيتني، لهذا أسير بحسب فرائضك ووصاياك لهذا يرجوك قلبي ويتشدّد، لهذا أؤمن فأعاين صلاحك يا ربّ. أؤمن بالربّ وأنا قلت: ما أشدّ عنائي أو قلت في ابتعادي عنك: كل انسان كاذب. في قهري وذلّي، لا أستطيع إلا أن أتذمّر ولكن عندما أنظر إليك، أجدّد إيماني بك عندما أرى الناس وتصرّفاتهم، أيأس من الإنسان عندما أتعامل مع الناس أودّ أن أهتف: كل إنسان كاذب وليس أهلاً للثقة. ولكن عندما أتطلّع فيك، يعود إيماني إلى ذاتي وثقتي بالإنسان لهذا أهتف: أؤمن بك يا ربّ، فثبّتني على إيماني أفهمني أنك الإله الأمين في كلامك، الصادق في مواعيدك لا تسمح أن يدخل الشكّ إلى قلبي، والفتور في علاقاتي معك. ماذا أردّ للربّ عن كل إحساناته إليّ أرفع كأس الخلاص وباسم الرب أدعو أوفي نذوري للربّ أمام كل شعبه. أفضتَ خيراتك علي، أحسنتَ وأكثرتَ إحسانك فبأيّ قلب أقابل عطاياك يا ربّ أنت تهبنا كل شيء، ونحن ماذا نستطيع أن نردّ لك يا سيّد المواهب تغمرنا بخيراتك، ولا نحتاج معك إلى شيء، فكيف ننظر من بعد إلى عطايا البشر؟ جوابنا جواب الفرح، ردّة الفعل عندنا حالةُ الارتياح نشيدُنا نشيد الشكر، وصلاتنا دعاء واستسلام لك نشرب كأسك يا ربّ، لا كأس الغضب والدوران نشارك في وليمنك، نقاسمك أعيادك بسرور نحمل إليك أحسن ما لنا، ونقدّمه لك يا ينبوع كل خير وهكذا تتمّ فرحتنا عندما نقدّم قرابيننا ونقدّم معها ذواتنا فاقبلنا يا ربّ، واقبل قرابيننا كذبيحة رضى ترتاح لها ألوهيّتك. عزيز في عيني الربّ موتُ أحد أتقيائه. يا ربّ أنا عبدك وابن امتك. أنت حللتَ قيودي لك أذبح ذبيحة الحمد، وباسمك يا ربّ أدعو أوفي نذوري للربّ أمام كل شعبه في ديار بيت الربّ، في وسطك يا أورشليم. هللويا أنت لا تريد موت الخاطئ، بل أن يعود عن طريقه الشريرة فيحيا فكيف تريد موت أتقيائك الملتجئين إليك؟ أنت يا من تنقذ المسكين المستغيث والبائس، ألا تنظر إلينا؟ أنت الذي تهتمّ بالكسير، وتخلّص نفوس الفقراء، ألا تهتمّ بأحبّائك؟ تقول لنا: أنت ثمين في عيني، فلا أتخلى عنك بسهولة أهتمُّ بعصفور ابن فلسين، أفلا أهتمُ بكم، بل شعور رؤوسكم كلها محصاة أنت عظيم في عيني، وإن كنتَ خليقة ضعيفة، ولهذا لا أتخلى عنك أنت مكرّم، ومقامك عال، بعد أن صرت ابناً مع الابن الوحيد، ووارثاً لملكوت السماء. شكراً لك يا ربّ على هذه الرفعة، وحمداً لك لهذا الشرف العظيم فرحتي أن أكون لك، أن أقيم في ديارك، أن أعمل مشيئتك أنا عبدك، وعيني على يدك تشير إليّ، فأفعلُ وأذهبُ إلى حيث تشاء أنا عبدك خاضع لك وطائع، أنا مُلكك فتصرّف بي كما تريد أفكاري أفكارك، إرادتي إرادتك، وأعمالي أعمالك حين أكون عبدك أكون حراً، أنت يا من تحلّني من كل قيودي، وتطلقني إلى الرحب. أنا عبدك مع يسوع العبد المتألّم، الذي قدّم نفسه كفّارة عنا نحن البشر أنا مع يسوع الذي قدّم مع شعبه ذبيحة الحمد، وما زال يقدّمها على مذابحنا حتى نهاية العالم أنا مع يسوع وسط الكنيسة، أورشليم السماوية، وسط جماعة الذين يحبّونك ويهابون اسمك لهذا، أنا واخوتي نشارك ابنك يسوع في عمل الحمد والشكر. سلام المسيح معنا، وكلمته تحلّ فينا، فكيف لا نكون شاكرين كيف لا تكون صلاتنا مزامير وتسابيح وتهاليل في الروح القدس كيف لا تكون حياتنا ترنيماً لله لأجل النعمة التي في قلوبنا لهذا ستكون أقوالنا وأعمالنا باسم يسوع المسيح تمجيداً وشكراً لك أيها الله الآب |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أحببت لذلك يسمع؛ ويسمع لأنه أمال أذنه إليَّ |
أَ لسنا كثيرًا ما نلوم بيلاطس لأنه لم يستمع لصوت ضميره؟ |
أحببت الربّ لأنه يستمع المزمور المئة السادس عشر |
إحمدوا الربّ لأنه صالح |
إحمدوا الربّ لأنه صالح |