|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هلّلي يا نفسي للرب
تبدأ مز 146- 150 بالهليلويا وتنتهي بالهليلويا، فتكوّن مجموعة متماسكة يتلوها المؤمنون في وقت الصباح. فالشعب هو هنا يحتفل بالرب الملك إما في صهيون وإما في معبدها. ونجد الباعث على المديح في المقدّمة (آ 2). إن المرتل يدعو ننسمه لكي تهلّل لله. ويرتدي هذا التهليل لباس المباركة الشخصيّة التي نجدها في مز 103- 104. ويختفي المرتّل، وينشد التهليلُ ما سوف يعمله الله في المستقبل أكثر ممّا عمله في الماضي. فالخاتمة تكشف الاتجّاه الحقيقيّ للمديح: يعيش الشعب في رجاء مُلك أبدي ليهوه في صهيون. يبدو التحريض على الثقة متنوّعاً في الطقس الليتورجي. فقد يبدو بشكل قول نبويّ (62: 10- 12). أو تنبيه في البداية يسبق عبارة المباركة (115: 9- 11). أو يتبع إعلان الخير الذي نلناه (18: 8- 9) فيستنتج العبرة ممّا حدث (40: 5). وهنا، بدا المديح فعل ثقة فأسّس الإيمان بإله العهد. فشجب الذين لا يثقون بالرب: عظماء هذا العالم هم في الواقع أناس لا يستطيعون أن يخلّصوا نفوسهم، فكيف يخلّصون الآخرين؟ ذاك كان الوجه السلبيّ. والوجه الإيجابي: نتّكل على إله العهد، على إله يعقوب. فهنيئاً لمن اختبر ذلك، من سلّم مصيره لخالق الكون. فهو وحده ينبوع البركات الفاعل، وهو وحده يقيم العدالة فيتمّ عمل الخلق. لقد بدأ عمل الفداء وسوف يتمّ. لقد بدأت عمليّة التحرير، وصارت الجماعة الملتئمة في أورشليم علامة عن الخلاص النهائيّ الذي ينتظره البشر. الرب هو الفادي وهو الذي يفتدي شعبه. يعيده من المنفى. ينجّيه من الضيق. هو يحبّ "الأبرار" ويهتمّ بالغريب والأرملة واليتيم. هذا هو انتظار شعب الله. وقد بدأ يتحقّق ولكنه لم يصل بعد إلى كماله. وهكذا يكون هذا المزمور نشيد شعب نال الخلاص في الرجاء وهو يتطلّع إلى ملء الرجاء. أهلّل لك يا رب، أنت يا عون البائسين وملجأ الأبرار وأشكر لك أفعالك من أجلنا، نحن شعبك وخاصتك وتهليلنا وشكرنا يفرضان علينا ثقة قويّة بك وبعجائبك ونشيدنا يجعلنا نتعلّق بأمانتك الثابتة إلى الأبد. هلّلي يا نفسي للرب، أريد أن أهلّل لك يا ألله، وأسبّحك أريد أن أهتف لك، يا خالق البشرية والمحسن إليها، يا مخلّص شعبك من كل ضيق نحن في الضيق، نسلّم إليك أمورنا، نحن في الحاجة، نترك لك أن تلبّي حاجاتنا عونك لا يخطىء ومساعدتك تشمل البشر أجمعين، ولا سيما الضعفاء والوضعاء والمرضى أنت تخلّص ولا تتعب، أنت تغيث ولا تهدأ فكيف لا نمدحك ونهلّل لك طوال أيام حياتنا. هللويا. هلّلي يا نفسي للرب أهلّل للرب كل حياتي، أرتّل لإلهي ما دمت حياً. اختبرتُ أعمالك يا رب، لهذا جئتُ أمدحك عرفتُ عجائبك ومعجزاتك، فدعوت نفسي لتهلّل لك سأنشد لك ما حييت، سأمدحك مدى العمر فارضَ يا رب بكلامي، وأنا فرحٌ بأن تكون إلهي. لهذا أشكرك وأقول: حيّ أنت أيها الرب، وأعمالك إلى جيل وجيل. لا تتّكلوا على العظماء ولا على بني البشر، لأن لا خلاص عندهم تخرج أرواحهم فيعودون إلى التراب، وفي ذلك اليوم تبيد مطامحهم هنيئاً لمن نصيره إله يعقوب، وأمله في الرب إلهه. وهذا عرفته يا رب أن عون البشر مهما كان صلباً يبقى عابراً وأن الأمان الذي يعِدوننا به، لا يتعدّى بيت العنكبوت متانة الناس متقلّبون غشّاشون، فكيف نضع ثقتنا فبهم الناس عابرون مائتون، يشبهون النبات الذي يزهر في الصباح ويذبل في المساء. يُخلقون من التراب، ومهما عظموا يعودون إلى التراب يزولون فيزول معهم عونهم، يموتون فيموت معهم كل سند بشريّ أفكار البشر، مشاريعهم، مخطّطاتهم كلها عابرة، ومصيرها الفناء فإن جعلنا ثقتنا فيهم، كنا كمن يثق بالتراب، كمن يبني على الرمل. كم نحن جهلة يا رب، لأننا لا نعرف أين هو خيرنا الأسمى كم نحن تعساء، لأننا نبحث عن سعادة لنا في أمور لا تدوم وعند أناس مائتين تقول لنا يا رب هذا الكلام، فتقطع لنا أجنحة حسبنا أنها ترفعنا إلى العلاء تقول لنا يا رب هذا الكلام فتمنعنا من الآمال الزائفة المخيّبة. فإن توكّلنا عليك يا إله يعقوب، كانت لنا السعادة والعون الحقيقيّ وإيماننا الضعيف يتقوّى بك، ورجاؤنا يجد حياة جديدة فيك ومحبّتنا يتحوّل موضوعُها، فتتوجّه إليك دون سائر المخلوقات وقوّتنا، على ضعفها، تصبح قوّة حقيقيّة وتفعل فينا وفي الآخرين أنت هو الله، فكيف نتّكل عن من ليس بإله أنت هو الكائن، فكيف نعتمد على كائنات خرجت من العدم وتعود إلى العدم. الرب صنع السماوات والأرض وكل ما فيها، وبأمان يحرسها إلى الأبد الرب ينصف المظلومين، ويرزق الخبز للجياع، ويعين الأيتام والأرامل الرب يُطلق الأسرى، الرب يفتح عيون العميان، الرب يقوّي المنحنين، الرب يحرس الغرباء الرب يحبّ الصدّيقين ويُفسد طريق الأشرار. كل مديح يعود إليك أيها الرب، لأجل قدرتك وجبروتك كل مديح يعود إليك يا من تسمو على الخلائق يتدخّلك الفاعل في الكون أنت وحدك خلقتَ كل شيء من لا شيء. أنت الساكن في السماء تصنع كل ما تشاء أنت وحدك تساعد خلائقك، أنت صنعت السموات والأرض، ألا تستطيع أن تساعد الإنسان؟ ولماذا صنعت كل شيء؟ لأنك تحب. ولأنك لست إلهاً متقلّباً، فحبّك حبّ أزلّي لهذا أنت وحدك تقدّم عوناً لا يتراجع، أنت وحدك تقدّم نعمة الوجود أنت وحدك نستند إليك، يا صخرة لا تتزعزع أنت الإله الأمين والثابت، أنت الإله القادر والفاعل فكيف لا نهلّل لك، وكيف لا نسبّح اسمك! أنت هو الملك الذي يهتمّ بعبيده، أنت هو الراعي الذي يهتمّ بخرافه بل أنت هو الخالق الذي يهتمّ بخلائقه، والأب الذي يحنو على أبنائه فلا شقاء إلا وتجد له مخرجاً، ولا ألم إلا وترسل إلينا منه شفاء اليتيم يجد عندك عوناً، والأرملة تجد فيك سنداً. من سافر وجد طريقه عندك، ومن خارت قواه استعاد قوّته منك من كان غريباً وجدك قريباً منه، ومن كان سجيناً وجد فيك حرّيته أنت تصنع المعجزات مع البؤساء الذين يئنّون مع المساكين الذين يتألّمون أنت تعيد الشجاعة إلى من دبّ اليأس في نفسه، والأمل إلى من خيّبته الحياة أنت ربّ السعادة، جئتَ تحوّل شقاءنا. جئت تمسح كل دمعة من عيون البشر أنت ربّ الخلاص تحمله إلينا بواسطة مسيحك حين يأتي ملكوتك وتتمّ مشيئتك. عبدك يباركك فارحمه، وفي ضيقاته وحاجاته أمسك بيده في المرض والألم أعد إليه الحياة، أنفحه بالبهجة والفرح ليخبر بقدرتك شعوبُ الأرض كلها، ليُعلن مجدك ويعظَّم سلطانُك وليمجّد اسمُك من الآن وإلى الأبد. أنت تحب عبادك ولا شيء يمنعك من أن تغدق عليهم خيراتك أنت ترفض أن تتخلّى عنهم وتتركهم في مصير تعيس أنت تريحهم وتخفّف عنهم، وترسل إليهم خلاصك أنت تحبّنا فهل نعرف حبك، والسرّ كل السرّ أن الذين يعرفون هذا الحب قليلون أنت تحبّنا منذ الأزل وتريدنا أن نردّ إليك كل ما في قلبنا من حبّ لنجد السعادة. الرب يملك إلى الأبد الرب هو إلهك يا صهيون من جيل إلى جيل. هللويا. أنت لا تكتفي بأن تنظر يا رب، أنت تملك إلى الأبد أنت لا تعمل وحدك، بل تريدنا أن نعمل معك ليأتي ملكوتك أنت تريد أن تملك ولكنك تملك لأجلنا، وتملك حين نكون نحن ملكوتك وتكون السعادة كاملة على الأرض حين تملك بمسيحك لا شكّ: ما زال هناك جياع ومسحوقون ومتألّمون وعميان ملكوتك يحتاج إلى وقت ليظهر في ملء جماله ملكوتك يحتاج إلينا لأنك أردت أن تستعين بالبشر. فما أعظمك يا ألله. من أجل كل هذا نمدحك، ونهلّل لمراحمك الإلهيّة حين خلقتنا وأكثر من هذا نمدحك لأجل الفداء العظيم الذي تمّ لنا بابنك يسوع المسيح هو الذي قال ليوحنا ليعيد إلى قلبه الأمل: العميان يُبصرون، العرج يمشون، البرص يطهّرون، الصم يسمعون، الموتى يقومون، والمساكين يبشرون. نمدحك اليوم يا رب، كما مدحناك من قبل، أنت يا سيّد السماء والأرض فأنت في يسوع المسيح صنعت عند بني البشر عجائب مذهلة أخضع يسوع قوى الطبيعة، هدَّأ البحر، ومشى على أمواجه، وكثّر الخبزات القليلات. وأرسل دواءً إلى الطبيعة المنحطّة، فشفى المرض والمعاقين والمشوّهين وهكذا دشّن عمل تجديد طبيعة البشر تجديداً كاملاً ويوم أقام الموتى، أعطانا رجاء بقيامة الأجساد، وبسعادة في السماء لا يعكّر صفوَها شيء. نمدحك اليوم يا رب، كما مدحناك من قبل، لأنك الإله الرحوم لأنك الإله الأمين الحاني على جميع البشر، على جميع الخاطئين في يسوع المسيح، أنقذتهم من سلطة الشيطان، وخلّصتهم من الغضب الناتج عن عصيان آدم أجزتنا من سلطان الظلمة إلى ملكوت ابنك الحبيب أحببتنا حتى إنك سلّمت إلى الصليب والموت ابنك الوحيد لتمنحنا الحياة الأبدية أعطيتنا بالإنجيل النور الذي يكشف لنا مصيرنا السماويّ والهدف الإلهي الذي سندركه. كنا غرباء، فصرنا من أفراد عيلتك يا ألله ومنحتنا في الحياة في يسوع مثال حياة يجب أن نقتدي به وأعطيتنا في يسوع نموذج البار الذي يسلّم ذاته إليك دون سائر البشر سلّم ذاته إليك في أمور النفس كما في أمور الجسد، فجعل فيك كل اتكاله. يسوع ابنك وهبنا مع نعمته قوّة تحرّرنا من شريعة الخطيئة من شريعة الشهوة التي تجعلنا لا نفعل ما نربد، ونفعل ما لا نريد يسوع ابنك أعطانا أن نحمل أثقالنا، بل أن نحمل أثقال الآخرين ابنك يسوع أشبعنا من الخبز السماوي، فأعاد إلينا فرح الحياة أشبعنا فثبّتنا في حياتك، يا ألله، وأدخلنا في سّر ثالوثك فما أعظمك يا ألله الآب، وما أعظم ابنك يسوع المسيح. ونمدحك يا ألله اليوم، كما مدحناك من قبل لأنك جعلت من قيامة ابنك يسوع السميح الدواء الشافي للقلوب المحطّمة والنفوس المُضايقة. لأنك جعلت هذه القيامة فاعلة عبر مراحمك المفاضة لأجل خيرنا وفرحنا لأنك جعلت القيامة نوراً علينا نحن الضالين المنطرحين الضعفاء الذين لا سند لهم. ونمدحك يا ألله اليوم، كما مدحناك من قبل لأنك تعلّمنا كيف نتصّرف مع الآخرين، كيف تكون أخلاقنا كأخلاق ابنك يسوع يسوع ابنك حمى الخلائق ونجّاها وشفاها وأقامها وأحبّها، وهو يطلب منا أن نعمل ما بوسعنا ليزداد الأمل في قلوب البشر والمحبة في حياتهم. وهكذا يأتي ملكوتك يا رب، اليوم وفي نهاية الأزمنة. ملكوتك هو ثمرة العهد وموضوع الانتظار ملكوتك غرفة وليمة مفتوحة للجميع، للعرج والمنحنين والعميان ملكوتك وليمة أمامنا، نشارك فيها اليوم وكل يوم بانتظار ذلك اليوم العظيم. ملكوتك حاضر فينا ومعنا. علّمنا اليوم وكل يوم أن نكتشفه في حضورك ملكوتك حاضر معنا يا يسوع، لأنك قلت حين يجتمع اثنان أو ثلاثة أكون أنا بينهم ملكوتك حاضر معنا، لأنك وعدت أن تبقى معنا حتى نهاية العالم ملكوتك فينا بشكل خبز نأكله وخمر نشربه فنتّحد بك على الدوام فلتكن صلاتنا: ليتقدّس اسمك، ليأتِ ملكوتك على الأرض كما في السماء. آمين |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|