|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
البابا تواضروس الإنسانية صارت في خطر
ألقى البابا تواضروس الثاني، بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، العظة الروحية الأسبوعية مساء أمس في مركز لوجوس بالمقر البابوي بدير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون، حيث انضم شباب ملتقى لوجوس الأول المشاركين حاليا تحت عنوان «التمتع بالجذور» إلى الاجتماع لحضور عظة البابا وفقًا لبرنامج الملتقى، والتى حملت عنوان «إنسان الله» وكيف يعيش الشاب كإنسان الله ويمجد اسمه. واستهل البابا العظة بالترحيب بالحضور قائلاً: «أولًا أرحب بكل الشباب في ملتقى لوجوس لشباب الكنيسة القبطية من كل الإيبارشيات على أرض مصر، أرحب طبعًا بحضور الآباء والأحبار الأجلاء الآباء الأساقفة والآباء الكهنة الذين معنا، واليوم نحن في اليوم الرابع للملتقى، أي تقريبًا في المنتصف، أريد أن أكلمك أنت أيها الشاب المبارك وأنتِ أيتها الشابة المباركة والشباب المتميز في كنيستنا وعلى أرض مصر عن إنسان الله، كيف تكون إنسان الله؟، وأنتقل إلى فكرة الفرح في حياتنا وكيف نبني شخصياتنا في عمرنا الجميل هذا، أول أمر أريدك أن تعرفه أنهم دائمًا يقولون عن الإنسان أنه 3 H، مرة heart قلب، ومرة head عقل أو رأس، ومرة hand يد، وهؤلاء الثلاثة هم الذين يكونون الإنسان، عقلك وقلبك ويدك هم الكيان الإنساني». وتابع: «أضع لك في كل واحدة منهم آية صغيرة من ٣ كلمات كمبدأ من مبادئ الحياة، رقم ١: Heart قلبنا وهو العضو الغير مرئي لنا ولكن مرئي لله، نضع فيه الآية»مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ تَحْصُرُنَا«، وقالها بولس الرسول، أحيانًا عندما تقابل شخصًا صنع معك إحسانات كثيرة فتقول له أنك مديون له ولا تستطيع رد هذه الإحسانات، وهكذا قال بولس الرسول للسيد المسيح مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ تَحْصُرُنَا، فوقنا وتحتنا ويسارنا ويميننا وأمامنا وخلفنا وفي طفولتنا وفي شبابنا وشيخوختنا، مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ تَحْصُرُنَا ضع هذه الآية في قلبك ونحن نبني مع بعض إنسان الله، ورقم ٢: العقل، العقل هو الفكر الذي يقود الحضارة، ونضع فيه آية جميلة»لَنَا رَجَاءٌ فِيهِ«، أي أن كل حياتنا التي نمارسها من يوم ليوم ومن مرحلة لمرحلة لدينا رجاء في شخص المسيح، وكما نقولها في العامية (بكرة حيكون حلو وأحسن)«. وتحدث عن رقم ٣ وهو اليد، واليد رمز للعمل ولها آية جميلة قالها أيضًا بولس الرسول، وقالها بصورة جميلة «الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ»، فعندما تكلمت معك عن القلب قلت لك «مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ تَحْصُرُنَا»، وعندما قلت لك عن العقل قلت «لَنَا رَجَاءٌ فِيهِ»، أما هنا عن اليد «الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ»، فاِنتبهوا عند هذا التعبير أن إيمانك ليس مجرد مصطلحات فقط ولكن إيمانك لا بد أن يُترجم إلى أعمال محبة. أنواع وصفات الناس الذين لا يعرفون نوع الفرح، وهم البعيدون، من أصحاب القلب الغليظ، (كبّر مخك، ولا خدمة ولا كنيسة) وأحيانًا كما نسميه الشاب الغني نسميه أحيانًا الشاب الحزين، وهؤلاء هم البعيدون الذين لا يفرحون، والمعاند، هو الشخص المعاند ،فإياك أن تقع في هذا الفخ، فالمعاندون لا يستطيعون تمييز صوت السيد المسيح، والمشغولون، وهؤلاء كثيرون، وهم لهم مثل في الإنجيل، فإيَّاك أن يحرمك الانشغال من فرح المسيح، وعليك أن تستذكر وتجتهد وتتقدم وتصنع مشاريع وتحقق نجاح كبير جدًا وهذا كله يحبه المسيح، لأنه لا يحب الكسل، والمؤجلون، هم الذين يؤجلون أي شيء، فمثلاً يقولون عندما نتخرج نعرف المسيح أو عندما نشتغل سنخدمه وهكذا، انتبه من فضلك فالتأجيل لص الحياة، وأثناء صلاة نصف الليل نقول اِحمينا يا رب من خطية تُدعى تسويف العمر باطلاً، والتسويف يعني التأجيل للغد أو للسنة القادمة أو لأي سبب وهكذا يتسرب العمر منك، والكسالى أو المتكاسلين، وهؤلاء يميلون للكسل وللتراخي ولعدم الجدية ولا يمكن الاعتماد عليه ويبرر بالنسيان مثلاً، فالكسل لا يحقق نجاح،والمكتفون، وهو الشخص الذي يكتفي بما فيه، يكتفي بالعادات والممارسات دون العمق، فإيَّاك أن تعيش على السطح بل أُدخل إلى العمق وتعلّم واِجعل حياتك مثمرة ومليئة، والكسول يتقدم في العمر وحياته فارغة دون أن يقرأ أو يتعلّم ولا يضيف لحياته حاجات ولا يريد أن تكون حياته أفضل، هؤلاء هم المكتفون. المُحْبَطُون، وهذا الذي تنكسر نفسه سريعًا، ففي علب الأدوية يكون مكتوب عليها تاريخ انتهاء الصلاحية مما يعني أنه هذا الدواء بعد مرور هذا التاريخ لا يكون له فائدة أو فاعلية أو حتى ضرر وهذا كله قائم، وبعضهم تجد فاعليته وحضوره ممتد ودائمًا متجدد، فمثلاً قد يحدث أننا كشباب نقع وقعات ولكن المهم أن تقف وتكمل. ووجه البابا نصائح للشباب قائلاً: «اِجعل عقلك يفكر جيدًا ومنقاد بروح الله، وأن يكون لديك درجة الإحساس والشعور والإنسانية، فالإنسانية صارت في خطر، وقرأت قبل مجيئي اليكم أنه في آخر خمسين يومًا أصبح لدينا ربع مليون بشر زيادة في مصر، يا شباب الشعور بالإنسانية مهمة جدًا، فالوصية التي تقول أكرم أباك وأمك هي وصية من القديم لكن صالحة وممتدة في مفعولها حتى آخر يوم في الحياة، الأب والأم فوق رأسي وعلموني وأنا صغير وربوني ولما يكبروا لازم تكون عيناي عليهم، ويجب أن يكون لديك روح الإنسانية وروح الوفاء وروح الإخلاص والمبادئ الإنسانية الجميلة والتعاطف الإنساني، وعلى الأقل صلي من أجل البشر الذين يعيشون في حروب وحرائق». : «منذ اختراع الموبايل انتهى عصر الإنسانية، وهذا شيء خطير لأننا أصبحنا نتعامل بالآلات ولكن هذه الآلات ليس لديها إحساس أو مشاعر، فاِنتبه، كيف نشعر ببعضنا البعض وكيف نود بعضنا البعض»، مستطرداً: «حاول أن تفهم الحياة، من التداريب المهمة بجانب قراءاتكم الروحية، واجتهد جيدًا، فكُن دائمًا مجتهد، وليس الاجتهاد الدراسي فقط ولكن أيضًا اجتهاد المعرفة واجتهاد الفهم واجتهاد النظرة للمستقبل، وكن مجتهدًا في عملك، وكما رأيتم في الأيام الماضية الأخيرة نماذج يربط بينهم خيط رفيع وهو الاجتهاد، وليس شخص مدلل أو متسلق فوق أكتاف الآخرين وإنما شخص حقيقي، وذُكر بالأمس ضمن هذه النماذج اسم الدكتور مجدي يعقوب وهو يعرف دائمًا طريقه نحو الهدف ورغم سفره ونجاحه في الخارج ولكنه عاد لوطنه واختار نقطة في مصر وهي أسوان ليُنشئ بها المستشفى الجميل للعلاج وأيضًا تدريب الأطباء، وحينما كبر المستشفى وأصبح هناك أطباء أكفاء يستطيعون إدارته بدأ يفكر في إنشاء جزء آخر في القاهرة في مدينة ٦ أكتوبر ليستطيع خدمة أكبر عدد ممكن، وربنا يعطيه الصحة وعمره تجاوز الثمانين ومجتهد». |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|