|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يُحكى أنّ عائلةً رُزِقت ولدَين توأم أعميين. وكبُرَ الأعميان وتعلّما لغة الناس بدون أن يدركا كلّ معانيها. وذات يوم، سأل أحدهما أباه: ما هو اللون الأخضر يا أبي؟ - اللون الأخضر يا بُنَي مثل رائحة العشب حين نقطعه. وسأل الثاني أمّه: ما هو اللون الأخضر يا أمّي؟ - اللون الأخضر يا بُنَي مثل ملمس أوراق الشجر. وبعد نصف ساعة، كان الولدان يتشاجران. واحد يقول اللون الأخضر كالعشب المقصوص والثاني يقول لا! إنّه كورق الشجر. في كثيرٍ من الأحيان يكون حالنا كحال التوأمَين. ندرك جزءًا من الحقيقة فنعتبرها الحقيقة كلّها، ونخطّئ، بل نكفّر، مَن يقول خلاف ذلك. فقراءات اليوم تعلن أنّ الله مع الضعيف ليعينه، وتعلن خصوصًا أنّ الله يمنح المعرفة لمَن يقرّ بأنّه أعمى، جاهل، قليل العلم. مَن يستطيع أن يسبر غور كلام الله؟ صحيح أنّنا نمتلك بعض المعلومات عن الكلام الإلهيّ، لكنّ هذا لا يعني أنّنا أحطنا بسرّ مَن لا يُحاط بسرّه، وسبرنا مَن لا يُسبَرُ غوره . فإذا تشبّثنا بمعرفتنا على أنّها الحقيقة، ورفضنا التعمّق بإيماننا ، ولم نرَ علامات الأزمنة التي تشير إلى مسار التاريخ الذي يقوده الربّ كي نهتدي بنورها ونتابع تقدّمنا، صرنا كمَن يرى بعينيه لكنّه أعمى. إنّه صاحب بصرٍ ولكنّه فاقد البصيرة. فلنسأل الله نورًا يكشف لنا عن حقيقته في الأحداث التي نعيشها والأشخاص الّذين نلتقيهم، فننمو في الفهم على قدر طاقتنا، ونسبّحه على الدوام بقلوب متواضعة تعلن وتكرّر: يا ربّ، لا أعرف عنك إلّا اليسير، فلا تجعلني أصنع لك صورةً جامدة انطلاقًا ممّا أعرفه ، بل اجعلني أذكر دومًا أنّك تفوق كلّ وصفٍ وتسمو على كلّ إدراك. إشفِ أذنيّ لأسمع صراخ المتألّمين، إشف عينيّ لأرى حضورك في البائسين، إشفٍ كفّيّ لأمدّهما للإحسان، إشفِ ثلبي ليثق بكلّ إنسان ، واشفِ فمي ليكون أداة تعزية للآخرين. التعديل الأخير تم بواسطة walaa farouk ; 05 - 09 - 2021 الساعة 06:17 AM |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
اري نفسي بعينيه |
لكنّه لا يُضيئ الا معك |
الوداع لا يقع إلا لمن يعشق بعينيه |
طفلٌ لكنّه لا يشبه أيّ طفل |
الوداع لا يقع إلا لمن يعشق بعينيه |