باراباس الإنسان الاكتر حظاً في التاريخ

[walaa farouk]

- جايز مش كل الناس تعرف إن باراباس ماكانش مجرّد حرامي .
. باراباس كان إرهابي !!! ... و سبب حبسه إتذكر بنص إنجيل لوقا :
" وَذَاكَ كَانَ قَدْ طُرِحَ فِي السِّجْنِ لأَجْلِ فِتْنَةٍ حَدَثَتْ فِي الْمَدِينَةِ
وَقَتْل " ( لوقا 23 : 19 )...
وكمان حضرتك يستحيل تحكم علي حرامي غسيل بعقوبة بشعة زي الإعدام بالصلب !!! .. العقوبة دي كانت لأعداء الإمبراطورية الرومانية من المتمردين !!!

- في وقت محاكمة المسيح، كان فيه خوف من نشاط مجموعة متشددة إسمها " جماعة الغيورين " .. يمكن الترجمة العربية ماوصّلتش المعني .. بالإنجليزي ترجمتها Zealots يعني المتطرفين أو المتشددين .. الجماعة دي بدأت كحركة سياسية بغرض مقاومة الإحتلال الروماني لليهودية
..بس للأسف إنتهت إنها بقت تغتال أي حد شايفاه مش معاهم سواء يهود أو أجانب أو أو رومان .. و إتفرعت منها حركات أسوأ و أعنف منها زي حركة " حاملي الخناجر " Sicarii اللي كانوا بيغتالوا أهدافهم في وسط الزحمة بخناجر طويلة كانوا بيخبوها في أكمامهم الواسعة ...

- لو سمحت ماتتوهش مني دلوقت .. إنتا كويس.. بس ركّز شوية .
.. لو تفتكر كان فيه تلميذ للمسيح ليه إسم غريب شوية .. كان إسمه " سمعان الغيور " (لوقا 6 : 15 )...تعتقد كان لقبه " الغيور " ليه ؟! بالظبط... لإن قبل تلمذته كان منتمي للجماعة دي .. حتقول لي إزاي المسيح قبل إرهابي يكون تلميذه ؟ .. حأقول لك هي جت عليه يعني
.. ما عندك بطرس الصياد الجاهل ... و متي العشار الضلالي .
. و توما قليل الإيمان .. و المجدلية سيئة السمعة ...

- المهم وصلنا للمحاكمة بتاعت يسوع ..و خلاص بيلاطس حيصدر الحكم ، فحب إنه يستغل عادة إنه بيحرر سجين كل عيد كوسيلة إنه يحرر يسوع ، و في نفس الوقت يهدّي جموع الشعب اللي هايجة برة قصره ، لأن آخطر حاجة ممكن تحصل لوالي روماني في اليهودية هي الثورة أو التمرد ع السلطة ( الراجل كان بيلعب سياسة حلو )..

- بيلاطس رمي الكورة في ملعب اليهود و خلاهم يختاروا بين باراباس زعيم التمرّد .. وبين يسوع " صاحب التعاليم الغريبة " .. و طبعا رؤساء الكهنة " ظبّطوا " رجّالتهم ،و كمان أتباع باراباس كانوا كتير .. و في نفس الوقت معظم تلاميذ و أتباع المسيح هربوا و أنكروه...و كانت النتيجة إن باراباس طلع و المسيح اتحكم عليه بالصلب !!!

- الخلاصة .. المسيح أثّر في أكتر من إرهابي أو متشدد و غيّر من حياتهم ... واحد منهم قابله أثناء خدمته و تلمذه و بقي من أعظم الرُسُل اللي هو سمعان الغيور ... وواحد تاني قابله أثناء محاكمته وفداه بنفسه و بشكل مباشر و إتصلب مكانه و دة باراباس ... و فيه واحد تالت قابل المسيح بعد قيامته، و كان يعتبر من أعظم مضطهدي المسيحيين ، و إتحوّل إنه بقي فيلسوف المسيحية الأول ( بولس الرسول )...

- علي فكرة .. ماحدش يعرف حاجة عن حيا ة باراباس بعد كدة .. بس مش مهم ... المهم حصل فعلا ... المهم إنه فداه 😉

"وَلكِنْ كَثِيرُونَ أَوَّلُونَ يَكُونُونَ آخِرِينَ، وَآخِرُونَ أَوَّلِينَ." ( متي 19 : 30 )