|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: مَن آمَنَ بي يَعمَلُ هو أَيضاً الأَعمالَ الَّتي أَعمَلُها أَنا بل يَعمَلُ أَعظَمَ مِنها لأَنِّي ذاهِبٌ إِلى الآب. تشير عبارة "الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم" الى تأكيد إعلان حقيقة جديدة، وهي وعد المسيح لتلاميذه؛ أمَّا عبارة "مَن آمَنَ بي" فتشير الى الإيمان بيسوع كشرط يُمكّن تلاميذه من القيام بأعماله، لأنهم يتحدون به مع الآب والابن ويكونون وسيلة أيصال نعمة الله الى سائر الناس. وهذا الامر يدل على ثقة يسوع فيهم والاعتماد عليهم وتقديرهم ومحبته لهم؛ أمَّا عبارة "يَعمَلُ هو أَيضاً الأَعمالَ الَّتي أَعمَلُها" فتشير الى وعد المسيح لتلاميذه بالشركة معه بصنع المعجزات كشفاء المرضى (اعمال الرسل 5: 15، 13: 11؛ 19: 12) وإقامة الموتى كآية لحضوره معهم وإثباتا لصحة تعاليمهم حيث كانوا يصنعون هذه الإعمال والمعجزات باسم المسيح أي بقوته (اعمال الرسل 3: 6)؛ويذكر سفر أعمال الرسل كيف أنّ الناس "كانوا يَخرُجونَ بِالمَرْضى إِلى الشَّوارِع، فَيَضعونَهم على الأَسِرَّةِ والفُرُش، لِكَي يَقَعَ ولَو ظِلُّ بُطرُسَ عِندَ مُرورِه على أَحَدٍ مِنهُم" (اعمال الرسل 5: 15) إنه يعمل فينا، ولكن ليس بدونَّا. والعمل العظيم هو انشاء جماعة مؤمنه (الكنيسة) لتُرسل الى العالم (يوحنا 17: 17-18). فمن يؤمن بالمسيح يستطيع أن يعمل نفس الأعمال التي عملها الآب بالابن. ان روح الله الذي هو نور وقوة، يواصل حضور يسوع في جماعة التلاميذ والكنيسة، فيساعدهم على اكتشاف التعليم وتوجيهه لكي يتجاوب مع حاجات المؤمنين في الزمان والمكان ويكملوا الخدمة وتستمر الكنيسة في مواجهة اضطهاد العالم. أمَّا عبارة " يَعمَلُ أَعظَمَ مِنها " فتشير الى عمل التلاميذ والمؤمنين به الذي هو امتداد لعمل يسوع الذي يعطيهم روحه لكي يتابعوا اعماله، بل يعملون اعمالا أعظم بمعنى ان نحمل الانجيل الطاهر من فلسطين الى العالم اجمع. فكانت أكبر معجزة تغيير الأمم الوثنية إلى المسيحية مع تبشير الرسل وبولس الرسول ولا يزال المُبشرون بالإنجيل في العالم كله. ويُعلق القديس أمبروسيوس "المسيح صنع المعجزات خلال الثلاث سنوات لخدمته على الأرض، أمَّا المؤمنون به فيعملون الآيات عبر الأجيال إلى انقضاء الدهر"؛ أمَّا عبارة "ذاهِبٌ إِلى الآب" فتشير الى رحيل يسوع عن طريق الموت الى الآب السماوي. وان صعود يسوع الى الآب هدفه ان "يتولى كُلَّ سُلطانٍ في السَّماءِ والأَرض"(متى 28: 18) وليتشفع في تلاميذه (1 بطرس يوحنا 2: 1) ليزيد ايمانهم وغيرتهم في التبشير وتأثير على غيرهم ويضمن للتلاميذ إرسال الروح القدس الذي بقوته يصنعون أعمالا عظيمة (يوحنا 14: 26). وان حضوره مع الآب سيتيح له ان يمنحهم كلَّ ما يسألونه باسمه (يوحنا 14: 13-14) ويُثبت حياته فيهم "وإِنَّ الَّذي يُثَبِّتُنا وإِيَّاكُم لِلمسيح والَّذي مَسَحَنا هو الله" (2 قورنتس 1: 21)، وبهذا يتمجَّد الآب في انتصارات الابن التي تتم بوساطة صلاة التلاميذ وطاعتهم له (يوحنا 14: 15). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|