«حاملين فوق الكل ترس الإيمان،
الذي به تقدرون أن تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة»
( أفسس 6: 16 )
ولقد وجَّه الشيطان سهامه المُلتهبة إلى أيوب في تجاربه المُحرقة التي عَصفت بكل ما له في يوم واحد. ووسط الكوارث المُتلاحقة شدَّد العدو هجومه عليه بأفكار مُزعجة: أ هذه مكافأة التقي؟! فماذا فعل هذا الرَجُل؟ وكيف صمدَ أمام هذه السهام المُلتهبة؟ الشيء الأكيد أن أيوب قَبْلَ التجربة كان مُمسكًا بتُرس الإيمان، واثقًا في صلاح الله وحكمته، فاهمًا معاملاته، وأنه لا يخطئ على الإطلاق، وأنه لو أحزن يرحـم حسب كثرة مراحمه. كان فاهمًا أن الله صاحـب كل شيء، ومن حقه – تبارك اسمه – أن يأخذ ودائعه في أي وقت. لهذا سجد وقال مَقولته الشهيرة: «الرب أعطى والرب أخذ، فليكن اسم الرب مُباركًا» ( أيوب 1: 21 ). وعندما ضُرب بقرح رديء من باطن قدمه حتى هامته، خضع أيوب، وفي عُمق أحزانه الشخصية لم يتذمَّر أو يُجدِّف، ولم يحمل مرارة نحو الله، لكن أيوب أطفأ سهام إبليس المُلتهبة باستخدام ”تُرس الإِيمان“ عندما قال: «أ الخير نقبَل من عند الله، والشر لا نقبَل؟» ( أي 2: 10 ). إنه الإيمان الواثق في صلاح الله، وليس العقل أو المنطق البشري، هو الذي يحفظنا في مواجهة هذا الهجوم الشيطاني.