+ [للقديس مقاريوس الكبير: سؤال: ماذا يعمل الإنسان المخدوع بأسباب واجبة وبإعلانات شيطانية تشبه الحقيقة؟
الجواب: يحتاج الإنسان لذلك الأمر إلى إفراز كثير ليميِّز بين الخير والشر، ولا يسلم نفسه بسرعة، فإن أعمال النعمة ظاهرة، التي وإن تشكلت بها الخطية فلا تقدر على ذلك، لأن الشيطان يعرف كيف يتشكل بشكل ملاك نور ليخدع، ولكن حتى ولو تشكل بأشكال بهية، فإنه لا يمكنه أن يفعل أفعالاً جيدة، ولا أن يأتي بعمل صالح، اللهم إلا أن يسبب الكبرياء لمن يخدعه. أما فعل النعمة فإنما هو فرح وسلام ووداعة، وغرام بالخيرات السمائية، وتعزية روحانية لوجه الله، وأما فعل المضاد فبخلاف ذلك كله. فهو لا يسبب تذللاً ولا مسرة ولا ثباتاً، ولا بغضة للعالم، لا يُسَكِّن الملاذ، ولا يُهدِّئ الآلام، فإذن من الفعل تعلم النور اللامع في نفسك: هل هو من الله أو من الشيطان، والنفس بها إفراز من إحساس العقل، به تعرف الفرق بين الصدق والكذب، كما يميز الحلق الخمر من الخل، وإن كانا متشابهين في اللون، كذلك النفس من الإحساس العقلي تميز المنح الروحانية من التخيلات الشيطانية.]