|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مريم العذراء “أمة الرّب”. “فقالت مريم: ها أنا أمة الربّ، فليكن لي بحسب قولك”. إنَّ لفظة “أمة الربّ”، على غرار لفظة “عبد الربّ” (راجع أش 52 – 53)، تعني في الكتاب المقدّس اختيارًا من قبل الله لرسالة خاصّة، وفي الوقت عينه استسلامًا من قبل الإنسان وخضوعًا لتحقيق تلك الرسالة. لذلك تضيف مريم: “فليكن لي بحسب قولك”، مشيرةً بذلك إلى رغبتها في إسهامها الفعليّ في تحقيق القصد الإلهيّ. حوّاء المرأة الأولى رفضت الانصياع لأمر الله. أمّا مريم فقد قبلت قول الله وخضعت لقصده، وأتاحت لكلمة الله أن يتجسّد فيها ويظهر منها للعالم. بواسطتها صار ابن الله آدم الجديد ورأس الإنسانيّة الجديدة. قول مريم “ها أنا أمة الربّ” ليس إذاً كلام تواضع بقدر ما هو كلام إيمان ومحبّة. فمريم، باسم البشريّة جمعاء، قبلت الخلاص الذي أراد الله أن يحقّقه بواسطة يسوع المسيح الذي وُلد منها. هذا القبول هو مدعاة فخر للإنسانيّة التي، بالرغم من سقطتها وخطيئتها، وُجد فيها كائن بشريّ انفتح على نعمة الله، وردّ بالإيجاب على خلاص الله. في كلّ فقرات هذا النصّ الإنجيليّ نجد رابطـًا شديدًا بين مريم العذراء وعمل الله فيها. فالله قد اصطفاها لتكون أمًّا لابنه وكلمته يسوع المسيح المخلّص، وكمالها يكمن في هذا الاختيار وفي قبولها المؤمن والمحبّ لقصد الله فيها. مريم العذراء أمّ المخلّص وأمّ عمّانوئيل (متى 1/ 18 – 25؛ أش 7/ 14). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|