|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديسة مريم والهروب الى مصر وحياة المنفى والغربة تكلّم الـملاك مع يوسف فى حلم ليوجه له أمراً غريبـا أنـه الرحيـل والهروب إلى مصر قائلاً له:"قم وخذ الصبي وأمه وإهرب إلى أرض مصر وكن هناك حتى أقول لك فإن هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكـه فقام وأخذ الصبي وأمه ليلاً وإنصرف إلى مصر"(متى13:2).وكان الرحيـل حسب أمـر الرب. لقد أمر الرب ابرام فى القديم أن يترك أهله وعشيرتـه، وها هو يطلب الآن من مريم ويوسف أن يتركا الأهل والعشيرة الى أرض غريبـة ووثنيـة. لابد من التضحيـة إذن ولا بد من حياة الكمال من فضيلة التجرد ولا بد من حمايـة الطفل. وسار يوسف ومريم الى الطريق الـمؤديـة الى مصر. بعد ذلك وجه الملاك أمراً ليوسف بالعودة قال له:"قم وخذ الصبي وأمـه وإذهب إلى أرض إسرائيل لأنـه مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبي فقام وأخذ الصبي وأمـه وجاء الى أرض إسرائيل"(متى20:2-21). ولنتأمل فى مشاعر تلك الأم القديسة وما سمعته من قبل فها قد بدأ فيها حياة الألم عند العذراء حسب نبؤة سمعان الشيخ لها فى الهيكل:"وأنتِ سيجوز سيف فى نفسِك"(لوقا35:2).وبعد قضاء حوالي ثلاث سنوات فى أرض الغربة جاء قول الملاك ليوسف فأطاعت وأكدت ايمانها فالإيمان هو "الوثوق بما نرجوه وتصديق ما لا نراه"(عبرانيين1:11). وتذكرت النبوة القائلة "من مصر دعوت إبني"(هوشع1:11)، وتذكرت أيضاً ان رحلتهم فيها تشابه ما بين 40 يوم عبور ارض سيناء وعبور بنى اسرائيل الى ارض الميعاد فى 40 سنة. تأمّلوا الحزن الشديد الذي شعرت به مريم عندما اضطرت أن تهرب مع القديس يوسف فجاة في الليل لحماية طفلها الحبيب من أمر الذبح الذي أصدره هيرودس. أي كرب هذا الذي عانته، كم هو شديد الحرمان الذي قاسته في هذه الرحلة الطويلة، وأيّة آلام تلك التي تحملتّها في أرض الغربة. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|