القمص يوحنا ودير المحرق:
ثار رهبان دير المحرق على رئيسهم القمص عبد المسيح الهوري سنه 1857 ووفدوا إلى القاهرة برئاسة القمص عبد المسيح جرجس المسعودي مطالبين بعزل الهورى، ولما حقق البابا كيرلس الرابع في شكواهم ووجدها بسيطة لا تستحق كل هذه الثورة، لطم زعيمهم على وجهه وأمره بالتوجه إلى دير البراموس، فسار إلى هناك ومعه كل من القمص حنس والقمص ميساك والقمص ميخائيل الاشقاوي وغيرهم.
ثم ثار رهبان نفس الدير مرة أخرى في سنه 1870 وعزلوا رئيسهم القمص بولس غبريال الدلجاوى الذي هاجر بعدها إلى دير البراموس سنة 1871 ومعه مجموعة من خلصائه القمامصة، واستقبلهم هناك القمص يوحنا الناسخ، وأحبهم ولم يعاملهم كضيوف أتوا ليقيموا بشكل مؤقت بل حسبهم أخوته، لهم كافة الحقوق كرهبان الدير البراموسيون، وأشركهم معه في شئون الدير وتنمية موارده المادية والروحية.
حتى أنه لما جاء بطريركًا فيما بعد لم ينسى هؤلاء الرهبان المهاجرين، بل قدَّر أتعابهم وأفسح لهم مجال الخدمة، فجعل القمص عبد المسيح المسعودي أبًا لرهبان دير البراموس، ورفع عددا منهم إلى رتبة الأسقفية.