اعتناقها المسيحية ورحلة العذاب:
أثناء مرور حاكم آسيا المدعو أوليبريوس في طريقه الي أنطاكية، التقى القدّيسة ترعى القطعان هي ونساء أخريات من القرية. أخذ الحاكم بطلعتها فأمر رجاله بأن يحضروها إليه ليتّخذها لنفسه زوجة. فلمّا بلغ بها الحاكم ومَن معه القصر سألها مَن تكون فأجابت بلهجة واثقة: "اسمي مارينا وأنا ابنة أبوَين حرّين من بيسيديا، لكنّي خادمة المسيح وبعد حوار وجدل أمر فتم إيداعها السجن، إلى اليوم التالي، الذي صادف فيه عيد وثني كبير. فلمّا أحضرت، من جديد، دُعيت إلى التضحية للآلهة أسوَة ببقية الشعب، فأجابت: "بل أذبح ذبيحة التسبيح لإلهي لا لأصنامكم الخرساء التي لا حياة فيها!" فحاول أوليبريوس إقناعها بالحسني لكنّها أجابت "أن كل جمال جسدي يذوي فيما تجمّل العذابات، من أجل اسم المسيح، النفس وتعدّها للعرس الأبدي".
أثارت شجاعة القدّيسة حفيظة الحاكم فأمر بمدّها على الأرض وضربها بالسياط المشوكة وأن يُخدّش جسدها بأظافر حديدية. بنتيجة ذلك سال دم القديسة وصبغ الأرض. لكنْ لم تخرج من فمها صرخة ألم ولا اضطربت نفسها وكأن آخر يكابد عنها. طال تعذيبها، على هذا النحو، ساعات أعيدت بعده إلى السجن. كل هذا دفعها إلى الصلاة إلى ربّها سُؤْلًا لعونه في المحنة والاعتراف بالإيمان.