لماذا خان سيده
اختار السيد المسيح يهوذا الإسخريوطى وهو يعلم مسبقاً أنه سوف يخونه ويسلّمه لأعدائه من اليهود. ولكن بالرغم من ذلك فإن السيد المسيح حاول أن يثنيه عن خيانته وأنذره بعواقبها. ولكن يهوذا أصر على الخيانة ولم تنفع معه النصائح والإنذارات ولم يؤثـّر فيه العتاب والتوبيخ.
إن الرب يظل أميناً وفياً حتى ولو خانه أصدقاؤه. وقد تألم السيد المسيح كثيراً لسبب خيانة أحد تلاميذه له. وكان هذا من الأسباب التى جعلت نفسه حزينة جداً حتى الموت فى ليلة آلامه. ولكن بالرغم من ذلك فإنه قد اختار يهوذا الإسخريوطى ليكون واحداً من الاثنى عشر، ويؤدى دوره فى تسليم السيد المسيح وبهذا يصير وسيلة لتحذير كل تلاميذ الرب من الخيانة وبشاعتها.
وفى أسبوع الآلام تركِّز الكنيسة فى الخميس الكبير وقراءاته على واقعة خيانة يهوذا، وتمنع التقبيل لعدة أيام فى هذا الأسبوع المقدس استنكارًا للقبلة الغاشة التى سلّم بها يهوذا سيده ومعلمه إلى اليهود، الذين حكموا عليه بالموت وأسلموه إلى الرومان ليصلبوه.
وينبغى علينا أن نتنبه فى طقس البصخة المقدسة أن يهوذا لم يتناول من جسد الرب ودمه، بل أكل فقط من عشاء الفصح اليهودى وحينما غمس السيد المسيح اللقمة فى المرق وأعطاه، خرج للوقت. وبعدها بدأ السيد المسيح فى تقديس الخبز والخمر وتأسيس سر الإفخارستيا أى التناول المقدس. وقد سبق أن نشرت مجلة الكرازة مقالاً تفصيلياً بهذا الخصوص استنادًا إلى ما ورد فى الأناجيل الأربعة. كما أن قداسة البابا شنودة الثالث أطال الرب حياته قد نبّه مرارًا وتكرارًا أن يهوذا لم يتناول من جسد الرب ودمه. وكذلك فإن المجمع المقدس فى جلسته فى عيد العنصرة (يونيو 2002م) قد نبّه إلى تصحيح قراءات عظات قطمارس البصخة المقدسة واستبعاد العبارات التى تشير إلى تناول يهوذا من جسد الرب ودمه الأقدسين.