منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 30 - 07 - 2021, 12:57 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632


ملء مجد المسيح


ملء مجد المسيح

حدثت واقعة على جبل سيناء طلب فيها موسى النبى من السيد المسيح أن يريه ملء مجده فقال له: إن الإنسان لا يستطيع أن يراه ويعيش، وقال له يمكنك أن ترى ورائى فقط أما وجهى فلا يُرى. بمعنى أنه يمكنه أن يرى مستوى من مجده لا يصل إلى مجده الكامل. وفى كل الأحوال لا يعنى تجزئة المجد الإلهى بل إعلانه للبشر بالمستوى الذى يحتملونه.

وقد روى موسى النبى فى التوراة فى سفر الخروج هذه الواقعة فى حوار بينه وبين الابن الوحيد إذ قال موسى للرب: “فإنه بماذا يُعلم أنى وجدت نعمة فى عينيك أنا وشعبك أليس بمسيرك معنا؟ فنمتاز أنا وشعبك عن جميع الشعوب الذين على وجه الأرض. فقال الرب لموسى: هذا الأمر أيضاً الذى تكلّمت عنه أفعله لأنك وجدت نعمة فى عينى وعرفتك باسمك. فقال: أرنى مجدك. فقال: أجيز كل جودتى قدامك وأنادى باسم الرب قدامك وأتراءف على من أتراءف وأرحم من أرحم. وقال: لا تقدر أن ترى وجهى لأن الإنسان لا يرانى ويعيش. وقال الرب: هوذا عندى مكان فتقف على الصخرة. ويكون متى اجتاز مجدى أنى أضعك فى نقرة من الصخرة وأسترك بيدى حتى أجتاز، ثم أرفع يدى فتنظر ورائى وأما وجهى فلا يرى” (خر33: 16-23).

وحينما قال الرب لموسى: “الإنسان لا يرانى ويعيش” كان بكل وضوح يتكلم عن مجده الكامل لأن موسى طلب من الرب كما ورد فى النص “أرنى مجدك” (خر33: 18). ولهذا قال له الرب: “متى اجتاز مجدى.. تنظر ورائى أما وجهى فلا يرى” (خر33: 22، 23).

إن الإنسان لا يستطيع أن يرى مجد الرب الكامل، أى ملء مجده ويعيش. لأن الملائكة نفسها تستر وجوهها من بهاء عظمة مجده، كما أن الإنسان الذى لا يزال تحت الآلام فى جسد الموت لا يمكن أن يرى مجد الله الفائق ويعيش؛ لأنه لم يأخذ جسد القيامة الروحانى الممجد. أما فى الأبدية فهناك أمجاد لا يعبر عنها ولا يسوغ لإنسان أن يتكلم عنها ولا نستطيع أن نحدد أبعادها لأن أسرارها لم تعلن بعد.

ليت الرب يعطينا فهماً لمعنى إخلاء السيد المسيح لنفسه حينما تجسد وأخفى مجده المنظور “الذى إذ كان فى صورة الله لم يحسب مساواته لله اختلاساً، لكنه أخلى نفسه آخذاً صورة عبد صائراً فى شبه الناس. وإذا وجد فى الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب” (فى2: 6–8).

أخفاء المجد المنظور حينما أخلى الابن الوحيد الجنس نفسه آخذاً صورة عبد، فإنه قد أخفى مجده المنظور. لأنه سبق أن قال لموسى فى الجبل حينما طلب أن يرى مجده الكامل: “لا تقدر أن ترى وجهى. لأن الإنسان لا يرانى ويعيش..” (خر33: 20-23).

لقد أظهر السيد المسيح لتلاميذه بطرس ويعقوب ويوحنا شعاعاً من مجده على جبل التجلى. ولكنه أثناء نزولهم من على الجبل أوصاهم ألا يخبروا أحداً بما رأوه إلى ما بعد إتمام الفداء على الصليب وقيامته المجيدة من الأموات (انظر مت17: 1-9، مر9: 1-9).

وحتى هذا المجد على جبل التجلى لم يكن إلاّ قدر ضئيل من مجده. لأن الإنسان قبل أن يلبس جسد القيامة الممجد لا يستطيع أن يرى المسيح فى ملء مجده ويعيش.

لقد أخفى السيد المسيح مجده فى التجسد، لكى يمكن أن يتم الفداء. وإلا لما استطاع أن يقترب منه أى إنسان، أو يمد يده عليه بالجلد والصلب وكل ما كان. وعن هذا قال معلمنا بولس الرسول: “لأن لو عرفوا لَما صلبوا رب المجد” (1كو2: 8).

وفى مناجاة السيد المسيح للآب فى ليلة آلامه قال له: “أيها الآب قد أتت الساعة. مجّد ابنك ليمجّدك ابنك أيضاً.. أنا مجدّتك على الأرض. العمل الذى أعطيتنى لأعمل قد أكملته. والآن مجّدنى أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذى كان لى عندك قبل كون العالم” (يو17: 1، 4، 5). وقال أيضاً: “أيها الآب أريد أن هؤلاء الذين أعطيتنى يكونون معى حيث أكون أنا لينظروا مجدى الذى أعطيتنى لأنك أحببتنى قبل إنشاء العالم” (يو17: 24).

إذن لقد أخفى السيد المسيح مجده المنظور أثناء وجوده فى الجسد على الأرض لكى يكون من الممكن أن يتم الفداء.

ولكنه أظهر قدراً من هذا المجد لبعض تلاميذه على جبل التجلى ليبرهن لهم أنه قد أخفى هذا المجد بإرادته، ولم يفقده على الإطلاق. إذ هو خاص بجوهره الإلهى الذى هو واحد فيه مع أبيه السماوى من حيث لاهوته. فالابن له نفس الجوهر مع الآب وهو مساوٍ له فى المجد الإلهى والربوبية، وممجد مع أبيه الصالح والروح القدس المساوى.

مجداً من الناس لست أقبل لماذا قال السيد المسيح هذه العبارة فى إنجيل يوحنا (يو5: 41) مع أن تمجيده هو من أهم أساسات العبادة المسيحية.

فنحن نعطى المجد (الذوكصا) للثالوث قائلين فى كل صلاة: {المجد للآب والابن والروح القدس}.

ويكلّمنا الكتاب المقدس عن مجد المسيح فى كثير من المواضع وعلى سبيل المثال:

“كما اشتركتم فى آلام المسيح افرحوا لكى تفرحوا فى استعلان مجده أيضاً مبتهجين” (1بط4: 13).

“كل خليقة مما فى السماء وعلى الأرض وتحت الأرض وما على البحر كل ما فيها سمعتها قائلة: للجالس على العرش وللخروف (للمسيح) البركة والكرامة والمجد والسلطان إلى أبد الآبدين” (رؤ5: 13).”ومتى جاء ابن الإنسان فى مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسى مجده ويجتمع أمامه جميع الشعوب فيميّز بعضهم من بعض كما يميّز الراعى الخراف من الجداء” (مت25: 31، 32).”كان ينبغى أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده” (لو24: 26).
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
دفع المسيح الثّمن على الصَّليب لكي يستقر الرُّوح في الإنسان ويجد فيه بِرّ المسيح
أنه المسيح الفادي، ولكنه أراد أن يُثَبِّتَ إيمان هذين التلميذين في المسيح
العَالَم بحاجة إلى المسيح الإنساني، المسيح الفقير، المسيح المتألم
مَثَل الكَنْز واللُّؤلُؤَةً |أن الكنز يمَثَل مملكة المسيح، واللُّؤلُؤَة هي شخص المسيح
بعد ميلاد ربنا يسوع المسيح قام مجوس من الشرق بزيارة المسيح المولود


الساعة الآن 07:45 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024