|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كتب معلمنا متى الإنجيلى عن تعاليم السيد المسيح فى الموعظة على الجبل وقال: “ولما رأى الجموع صعد إلى الجبل، فلما جلس تقدّم إليه تلاميذه ففتح فاه وعلّمهم قائلاً: طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السماوات” (مت5: 1-3). اختار السيد المسيح أن يصعد إلى الجبل لكى يعلّم تلاميذه والجموع بأقوال روحانية سامية جداً.. صعد إلى الجبل، لكى يرتفع بأنظارهم وعقولهم نحو السماء بعيداً عن الأرضيات، واهتمامات العالم الباطلة. وكما أعطى الرب شريعته لموسى قديماً على جبل حوريب فى برية سيناء.. هكذا أعطى السيد المسيح شريعة العهد الجديد على جبال أورشليم. وفى حديثه عن الشريعة كان يقارن بين القديم والجديد.. “سمعتم أنه قيل للقدماء.. أما أنا فأقول لكم..” (مت5: 21، 22، 27، 28، 33، 34). الجبل وحياة الصلاة الجبل فى مفهوم الكتاب المقدس يعطينا فكرة عن سمو الله وعظمته وعدم تغيره، ويعطينا إحساساً بالخشوع أمام رهبة الجبل المرتفع الكبير. وقد استخدم السيد المسيح الجبال فى صومه وتجربته على الجبل وفى موعظته، وفى تجلّيه أما أعين تلاميذه بعد أن أخذهم على انفراد إلى الجبل ليصلّى، وفى صلبه على جبل الجلجثة، وفى صعوده بعد القيامة. لهذا يقول المزمور “أساساته فى الجبال المقدسة، يُحب الرب أبواب صهيون أفضل من جميع مساكن يعقوب” (مز86: 1). على جبل التجلى ظهر مع السيد المسيح موسى وإيليا محاطين بمجد الابن الوحيد.. والثلاثة؛ أى موسى وإيليا والسيد المسيح هم جميعاً من رجال الجبل، والبرية، والصوم الأربعينى على الجبل والصلاة. الجبل يشير إلى حياة الصلاة.. ومن أراد أن يفهم وصايا الله المقدسة، ينبغى أن يصلّى ويرفع نفسه وعقله إلى الله مردداً مع المرنم “رفعت عينى إلى الجبال من حيث يأتى عونى. معونتى من عند الرب” (مز120: 1، 2). ينبغى أن يطلب الإنسان معرفة شرائع الله وأحكامه ووصاياه، ويفهمها ويحفظها مثل قول المرنم: “اكشف عن عينى، فأتأمل عجائب من ناموسك، غريب أنا فى الأرض، فلا تخف عنى وصاياك. اشتاقت نفسى إلى اشتهاء أحكامك فى كل حين” (مز118: ق. 3). وقوله أيضاً “ضع لى يا رب ناموساً فى طريق حقوقك، فأتبعه كل حين. فهمنى فأبحث عن ناموسك، وأحفظه بكل قلبى. اهدنى فى سبيل وصاياك فإنى إياها هويت. أمل قلبى إلى شهاداتك، لا إلى الظلم” (مز118: ق. 5). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الصلاة وحياة الطاعة |
الشباب....وحياة الصلاة |
قوة الصلاة وحياة الشركة |
الخادم وحياة الصلاة |
الخادم وحياة الصلاة |