|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الرب الخالق ارتبط عرس قانا الجليل بمعجزة خلق واضحة.. حيث خلق السيد المسيح من الماء خمراً حقيقية حلوة المذاق، قال عنها رئيس المتكأ إنها الخمر الجيدة. فهذا العرس يذكرنا بالفردوس، حيث خلق السيد المسيح أبوينا الأولين على صورة الله ومثاله. وفى العرس كان هناك ستة أجران يسع كل جرن مطرين أو ثلاثة. وقد أمر السيد المسيح الخدام أن يملأوها بماء إلى فوق ففعلوا هكذا. وقد حوّل السيد المسيح الماء الذى فى الأجران إلى خمر جيدة، بمجرد أن أراد ذلك فى نفسه، وقال للخدام: “استقوا الآن، وقدّموا إلى رئيس المتَّكإ، فقدّموا..” (يو2: 8). هذه الأجران الستة تذكّرنا بأيام الخليقة الستة.. لأن الرب صنع العالم والمخلوقات التى فيه فى ستة أيام واستراح فى اليوم السابع. وقد خلق الرب الإنسان فى اليوم السادس، كما أنه قد صُلب على الصليب فى اليوم السادس من الأسبوع، وفى وقت الساعة السادسة. الرقم ستة دائماً فى الكتاب المقدس يرمز إلى كمال العمل، وإلى عمل السيد المسيح فى خلق الإنسان وفى خلاصه من الخطية. وها هو الرب الخالق يعود ليبدأ مع الإنسان من جديد لأنه “إن كان أحد فى المسيح فهو خليقة جديدة. الأشياء العتيقة قد مضت. هوذا الكل قد صار جديداً” (2كو5: 17). ولكن هذا الجديد فى حياتنا مع الله، ليس هو الجديد، بل هو الأصيل.. هو الأقدم والأعمق من العتيق. لأن الأصل هو فى شركة الحياة الفردوسية مع الله. مقصود بالأشياء العتيقة أى الخطايا والشرور التى دخلت إلى حياة الإنسان.. ولكن ما هو أقدم وأعتق، هو العلاقة المقدسة مع الله التى بدأت مع خلق الإنسان.. لهذا صنع الرب فى الأجران خمراً جديدة، أطيب من العتيقة.. أعتق فى طعمها بكثير.. أليس هذا ما عبّر عنه القديس أغسطينوس فى مناجاته عن الله ومحبته: آه.. تأخرت كثيراً فى حبك أيها الجمال الفائق فى القدم والدائم جديداً إلى الأبد. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
هو الرب الإله الخالق الأب الحنون لن يتركك ولن يخذلك فأنت في قلبه دوماً |
الرب الإله الخالق القادر على كل شئ |
أيها السيد الرب إلهنا الخالق |
الرب الخالق "†" |
الرب هوّ الخالق يلّي خلق كل الإشياء الحلوة |