|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إن الابن هو موضوع سرور الآب منذ الأزل أى قبل كل الدهور وهو موضوع فرحُه الدائم. وكل ما يمكن أن يُسر قلب الآب بالنسبة للخليقة هو من خلال مسرته بالابن. لهذا قال معلمنا بولس الرسول فى رسالته إلى أهل أفسس إن الآب قد باركنا فى المسيح واختارنا قبل تأسيس العالم فى المسيح فكتب يقول: “مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذى باركنا بكل بركة روحية فى السماويات فى المسيح كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لوم قدامه فى المحبة. إذ سبق فعيّننا للتبنّى بيسوع المسيح لنفسه حسب مسرة مشيئته لمدح مجد نعمته التى أنعم بها علينا فى المحبوب” (أف1: 3-6). لقد بارك الله الآب قديسيه فى المسيح لأنهم صاروا أعضاء فى جسده أى الكنيسة، واختارهم فى المسيح لأنهم باغتسالهم بدمه قد نالوا سلطاناً أن يصيروا أولاد الله. لهذا قال: “إذ سبق فعيّننا للتبنّى بيسوع المسيح .. الذى فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا” (أف1: 5، 7). وقد كتب القديس أثناسيوس الرسولى يقول: {الآب يفعل كل شئ من خلال الكلمة (أى الابن) فى الروح القدس} (الرسالة الأولى إلى سرابيون). وهذا ما يؤكده قول معلمنا بولس الرسول: “مخلصنا الله.. بمقتضى رحمته خلّصنا بغسل الميلاد الثانى وتجديد الروح القدس الذى سكبه بغنى علينا بيسوع المسيح مخلصنا” (تى3: 4-6). وأيضاً قوله عن قدومنا إلى الآب بالابن فى الروح القدس “المسيح يسوع.. به لنا كِلَينا قدوماً فى روح واحد إلى الآب” (أف2: 13، 18). إن الله لم يبارك قديسيه ويختَرهم فقط فى المسيح، بل أكثر من ذلك أنهم قد خلقوا به وله. كقول معلمنا بولس الرسول فى رسالته إلى أهل كولوسى عن الابن: “الذى هو صورة الله غير المنظور بكر كل خليقة. فإنه فيه خُلِقَ الكل ما فى السماوات وما على الأرض ما يُرى وما لا يُرى سواء كان عروشاً أم سيادات أم رياسات أم سلاطين. الكل به وله قد خُلق. الذى هو قبل كل شئ وفيه يقوم الكل وهو رأس الجسد الكنيسة” (كو1: 15-18). إن الخليقة قد خلقت من أجل الابن.. ليس فقط كل شئ به كان، بل كل شئ لأجله أيضاً كان. أليست الخليقة هى نتيجة الحكمة الإلهية والابن هو الملقّب “حكمة الله” (1كو1: 24)؟!. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|