|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا سُرَّ الآب بابنه الحبيب؟ من المفهوم طبعاً أن الابن فى تجسده كان موضوعاً لسرور الآب نظراً لقداسته المطلقة وطاعته الكاملة. لهذا قال السيد المسيح: “الذى أرسلنى هو معى ولم يتركنى الآب وحدى لأنى فى كل حين أفعل ما يرضيه” (يو8: 29). وفى مناجاته مع الآب السماوى فى ليلة صلبه وآلامه قال له: “أنا مجّدتك على الأرض. العمل الذى أعطيتنى لأعمل قد أكملته.. أنا أظهرت اسمك للناس الذين أعطيتنى من العالم.. وعرّفتهم اسمك وسأعرّفهم ليكون فيهم الحب الذى أحببتنى به وأكون أنا فيهم” (يو17: 4، 6، 26). لاشك أن السيد المسيح قد أرضى قلب الآب بتقديم مثال الإنسان الكامل الذى تمم كل رغبات الآب وأطاع حتى الموت موت الصليب. ولكن هناك بُعداً آخراً لسرور الآب من نحو ابنه الوحيد الجنس المولود منه قبل كل الدهور وقبل خلق الملائكة والبشر وكل ما فى العالم من موجودات. وذلك لأن الابن فى ولادته الروحية الأزلية من الآب قد حمل فى أقنومه الخاص كل الصفات الإلهية التى للآب مثل الحق والحكمة والصلاح والقداسة والحب والقدرة على كل شئ والعدل والقوة.. ولأن المحبة هى من صفات الجوهر الإلهى؛ فينبغى أن تمارَس بين الأقانيم الثلاثة قبل كل الدهور لهذا قال السيد المسيح للآب: “لأنك أحببتنى قبل إنشاء العالم” (يو17: 24). فالابن -والحال هكذا- هو موضوع لحب الآب ولمسرته.. لأن الآب يرى فى الابن كل الكمالات الإلهية التى يحبها. وقد يسأل سائل كيف يستطيع الآب أن يرى الابن بينما نعلم أن الابن هو فى الآب حسب قوله لتلاميذه: “صدقونى أنى فى الآب والآب فىّ” (يو14: 11)؟ ونجيب على ذلك بأن الرؤية الإلهية لا تخضع للمقاييس المادية. وعلى سبيل المثال: فإن الفكر يولد من العقل فى العقل ومع ذلك فإن العقل يستطيع أن يرى الفكر المولود منه وفيه. ويعجب به مثلما يقول قائل عن فكرة أعجبته [أنا أرى أن هذه الفكرة جميلة] أو عن فكر صائب [أنا أرى أن هذا الفكر سليم]. فالعقل يرى الفكر ومن الممكن أن يحبه ويعجب به. فكم بالأولى يكون الحال بين الآب الوالد للابن، والابن الكلمة المولود منه الذى هو العقل الإلهى منطوق به؟!!. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|