افتقد وصنع فداءً لشعبه
إن صراخ البشرية قد وصل إلى أذنى رب الجنود وقام الآب السماوى بتجهيز كل شئ من أجل خلاص البشرية، “لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة مولوداً تحت الناموس.. لننال التبنى” (غل4: 4، 5). وفى إعداده للخلاص أعطى وعوداً وعهوداً.. وكان الثالوث القدوس يعمل بكل قوة من أجل إتمام الخلاص. فكل ظهورات الله فى العهد القديم هى ظهورات للابن الوحيد قبل التجسد وكل النبوات نطق بها الروح القدس على فم الأنبياء القديسين الذين هم منذ الدهر.
والآب السماوى أرسل ابنه الوحيد لإتمام الفداء، وأرسل موعده بالروح القدس ليقود الكنيسة لاقتناء الفداء، كما أنه قد دبّر مع الابن والروح القدس كل شئ من أجل خلاص البشرية ومنحها المواهب والعطايا النازلة من عند أبى الأنوار.
أما فى قول زكريا الكاهن “المشرق من العلاء” فإن هذا يذكرنا بقول ملاخى النبى “ولكم أيها المتّقون اسمى تشرق شمس البر والشفاء فى أجنحتها” (ملا4: 2).
إن شمس البر هو السيد المسيح الذى فتح ذراعيه مثل جناحين على الصليب من أجل شفائنا من مرض الخطية. وهو الذى أظهر لنا نور الآب بل أنه هو نفسه بهاء مجد الآب “الذى وهو بهاء مجده..” (عب1: 3)، كما أن الروح القدس هو الذى ينير عقولنا وقلوبنا حتى نتغنى ونقول مع المرنم “بنورك نرى نوراً” (مز36: 9).