يتضح أيضاً أن السيد المسيح يريد أن يحرر الإنسان من الرغبة فى اكتناز الأمور الدنيوية خوفاً من المستقبل المجهول، لأن الله يعتنى بكل الخليقة، ويستطيع الإنسان أن يرى أمثلة واضحة لعناية الله فى المخلوقات المحيطة به مثل زنابق الحقل التى تنمو بقدرة إلهية وتكتسى بأروع الألوان حتى أن سليمان فى كل مجده لم يلبس فى مثل جمال ما تكتسى هى به. وهذه الزنابق قد خلقها الله لأجل الإنسان ليتمتع بجمالها وليأخذ منها درساً عن عناية الله وقدرته “مدركة بالمصنوعات قدرته السرمدية ولاهوته” (رو1: 20).
لذلك أكمل السيد المسيح كلامه فقال: “لا تهتموا قائلين: ماذا نأكل أو ماذا نشرب أو ماذا نلبس؟ فإن هذه كلها تطلبها الأمم. لأن أباكم السماوى يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه كلها. لكن اطلبوا أولاً ملكوت الله وبره، وهذه كلها تزاد لكم. فلا تهتموا للغد لأن الغد يهتم بما لنفسه. يكفى اليوم شره” (مت6: 31-34).