منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 08 - 07 - 2021, 07:05 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632



المقصود فى الصلاة الربانية


المقصود فى الصلاة الربانية
المقصود بعبارة “لا تدخلنا فى تجربة، لكن نجنا من الشرير” (مت6: 13) فى الصلاة الربانية هو تجارب النوع الأول. أى تجارب الخطية وليس تجارب الآلام والضيقات.
وهذا يتضح من قول معلمنا يعقوب الرسول: “احسبوه كل فرح يا إخوتى حينما تقعون فى تجارب متنوعة، عالمين أن امتحان إيمانكم ينشئ صبراً” (يع1: 2، 3). ومن الواضح أن المقصود بالتجارب فى قول يعقوب الرسول ليس هو تجارب الخطية بل تجارب الضيقات والآلام خاصة من أجل الرب. وقد أوضح الرسول أن تجارب الضيقات هى امتحان للإيمان إن كان إيماناً ثابتاً وحقيقياً أم لا. فكل ضيقة هى امتحان لثبات الإنسان فى محبته لله. ولذلك أكمل يعقوب الرسول كلامه بقوله: “طوبى للرجل الذى يحتمل التجربة لأنه إذا تزكى ينال إكليل الحياة الذى وعد به الرب للذين يحبونه” (يع1: 12).
ولكن الرسول يفرق بين نوعى التجارب التى ذكرناها فينتقل مباشرة للحديث عن التجارب الشريرة ويقول: “لا يقل أحد إذا جُرِّب إنى أُجرَّب من قِبل الله. لأن الله غير مجرَّب بالشرور وهو لا يجرِّب أحداً. ولكن كل واحد يجرَّب إذا انجذب وانخدع من شهوته. ثم الشهوة إذا حبلت تلد خطية، والخطية إذا كملت تنتج موتاً” (يع1: 13-15).
إن كل شئ يتم بسماح من الله أى أنه يسمح للشيطان المجرِّب أن يجرِّب البشر بنوعي التجارب: أى بالضيقات وأيضاً بالتجارب الشريرة. ولكن الله نفسه لا يجرّب الإنسان بالتجارب الشريرة. ولا يشاء أن يسقط أحد فى الخطية. ولا أن يهلك أحد من الناس بل “يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون” (1تى2: 4). وهو لا يشاء موت الخاطئ مثل أن يرجع وتحيا نفسه كقول الرب: “إنى لا أسر بموت الشرير، بل بأن يرجع الشرير عن طريقه ويحيا” (حز33: 11). أى أنه لا يسر بموت الخطاة، ولكن فى الوقت نفسه لا يمنع الشيطان من امتحان البشر لكى تثبت قداستهم وكراهيتهم للخطية، ورفضهم لإطاعة الشيطان والانسياق للأهواء والشهوات الشريرة والدنسة.
لهذا قال يعقوب الرسول عن سقوط الخطية: “لا يقل أحد إذا جرِّب إنى أجرب من قبل الله” (يع1: 13). لا يحتج الإنسان قائلاً إن الله هو الذى رتب لى السقوط، أو دبر لى الخطية، أو جعلها سهلة أمامى، أو حلوة فى نظرى .. بل إن الشيطان هو الذى يجعل الخطية جميلة وشهية فى نظر الإنسان.. وهو الذى يقترح على الإنسان فكرة التمتع بالخطية وكسر وصايا الله أو نسيانها. هو الذى يحاول إقناع الإنسان بالتعدى على الوصية المقدسة، وهو الذى يجتذب فكر الإنسان بعيداً عن محبة الله، وبعيداً عن مصلحته الأبدية.
ويقول الرسول أيضاً إن الخطية تمر بمراحل فى كيان الإنسان “كل واحد يجرّب إذا انجذب وانخدع من شهوته. ثم الشهوة إذا حبلت تلد خطية، والخطية إذا كملت تنتج موتاً” (يع1: 14، 15). الخطية تبدأ بفكرة معروضة على الإنسان فإذا لم يرفضها فإنها تجتذبه بطريقة خادعة إرضاءً للشهوة. فإذا تفاعل الإنسان مع الشهوة، تسرى فى كيانه عوامل اللذة والدنس حتى يسكر بسحرها ونشوتها. وبسريان تأثيرات الشهوة فى كيان الإنسان يبدأ فى ممارسة الخطية إرضاءً لشهوته. وكلما توغل فى الخطية كلما اشتعلت الشهوة بزيادة حتى يصل إلى إكمال فعل الخطية دون أن يتراجع فيكون السقوط المميت.
إن هناك شيطاناً اسمه شيطان تكميل الفعل. فحينما يبدأ قلب الإنسان يضربه بسبب شروعه فى ارتكاب الخطية، يأتى شيطان تكميل الفعل ليدفعه إلى عدم التراجع. وأحياناً يقول له ما فائدة التراجع وقد أغضبت الرب لسبب شروعك فى ارتكاب الخطية؟ ولماذا تحرم نفسك من اكتمال لذة الخطية وقد حُسِبت عليك خطية.. إن التراجع لن يفيدك فى شئ. أكمِل الخطية وبعد ذلك يأتى التفكير فى التوبة.. وهكذا يظل يلح عليه حتى يتجاسر على تكميل فعل الخطية التى “إذا كملت تنتج موتاً” (يع1: 15).
كما أن الإنسان ينبغى أن يحترس تماماً من شيطان الفكر والإغراء، فإنه ينبغى أن يحترس وبقوة من شيطان تكميل الفعل.
إن التراجع عن الشهوة أسهل من التراجع عن الخطية. والتراجع عن الخطية قبل اكتمالها أفضل بكثير من الوقوع فيها. لأن اكتمال الخطية ينشئ الاعتياد عليها ويجعل طريق التوبة صعباً محفوفاً بالمخاطر.
وهناك شيطان آخر ينبغى الاحتراس منه وهو شيطان اليأس، الذى بعدما يسقط الإنسان فى الخطية يأتيه ليثير فيه مشاعر اليأس وقطع الرجاء.
فقبل السقوط يقول الشيطان للإنسان: إن الخطية هى حلوة وجميلة ومن حقك، ولا ضرر فى ارتكابها. وبعد السقوط يقول له: ها قد أضعت نفسك فى الخطية وانفصلت عن الله.. وهو لن يقبل رجوعك إليه ولا أمل فى قبوله لك، ولا أمل فى قدرتك على ترك الخطية وليس أمامك إلا الاستمرار فيها أو الاستمرار فى البعد عن الله.
إن حيل الشيطان كثيرة ومتنوعة. وفخاخه لا يستطيع أن يفلت منها إلا المتواضعون كما قيل للقديس أنطونيوس فى البرية.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الصلاة الربانية
الصلاة الربانية ( 2 )
الصلاة الربانية
الصلاة الربانية | الصلاة الربيّة
الصلاة الربانية


الساعة الآن 08:56 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024