تحط المسيحية من قدر الإنسان بقولها إنه خاطئ بجملته، كما تجعله فريسةً للشر والإِثم.
الرد: المسيحية لا تجعل الإِنسان فريسة للشر والإِثم لأنها تعلن أنه يعمل الخطية بمحض إرادته. فضلاً عن ذلك فإنها لا تحط من قدره، بل تعلن له حقيقة أمره في ضوء مطالب اللّه، حتى لا يعتقد أن الله قريب منه، وهو في الواقع بعيد عنه. كما تعلن المسيحية أن الإِنسان مخلوق في أول الأمر على صورة اللّه كشبهه، فهناك أصلٌ للصلاح في نفسه يجعله قادراً على التمييز بين الحق والباطل، وبين الخير والشر. فإذا سعى بإخلاص نحو الحق والخير، رفعه اللّه فوق ما به من نقائص، كما سيتضح في الباب السابع من هذا الكتاب.