|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تجسد الكلمة والكلمة صار جسداً وحلَّ بيننا ( يو 1: 14 ) لا نقرأ مُطلقاً عن المسيح أنه صار "الكلمة". إنه لم يَصِر أبداً الكلمة في وقت ما من الأزل وإلى الأبد ـ لكن الذي كان الكلمة، وهو كذلك إلى الأبد ـ صار جسداً، ولا يتعرض يوحنا لتفاصيل كيفية ذلك كلوقا. ثم يقول: "وحلَّ بيننا" وحسب الأصل "خيَّم" أو "نصب خيمته بيننا"، إن الحلول يرتبط بالخيمة، وفي هذا إشارة إلى خيمة الاجتماع التي كانت رمزاً لحضور الله على الأرض، أو بالحري رمزاً لظهور الكلمة في الجسد. وفي ترتيب أجزاء خيمة الاجتماع كما أُعلنت لموسى في سفر الخروج، نرى الفكر الأول ليس اقتراب الإنسان إلى الله، بل حضور الله وسط الناس. فمذبح الذهب والمرحضة يَرِدان بعد الكهنوت لأنه يُرينا اقتراب الإنسان إلى الله. لماذا؟ لأنه كان لا بد أن يأتي الله إلى الإنسان، وهو ما نراه في خروج25-27 قبل أن يستطيع الإنسان أن يأتي إلى الله (خر30). لنأخذ مثلاً العبارة الواردة في عبرانيين3 ونلاحظ دقة التعبير "رسول اعترافنا" ـ آتياً بالله إلى الإنسان ـ ثم "ورئيس كهنته" ذاهباً بالإنسان إلى الله. لأن إعلان الله ذاته لا بد أن يسبق شعور الإنسان بحاجته وليس العكس. وحتى هذا الترتيب واضح في لوقا15 الذي يتكلم جوهرياً عن اقتراب الإنسان. فلقد خرج الراعي باحثاً، قبل أن يشعر الابن الأصغر بتعاسته ويفكَّر في الرجوع. وفي إنجيل يوحنا نحن لسنا بصدد حاجة الإنسان وتوبته واقترابه، بل ما قبل ذلك ـ إعلان الله ذاته "حلَّ بيننا". إن الأمر هنا ليس "الرب الإله ماشياً في الجنة عند هبوب ريح النهار" ليفتقد آدم (تك3) وليس ظاهراً في زيارة عابرة لإبراهيم (تك18)، ولا هو متكلماً إلى موسى من العليقة (خر3)، أو للشعب من خلال الضباب والظلام والنار والزوبعة (عب12)، ولا حتى في الصوت المنخفض الخفيف متكلماً إلى إيليا في نفس المكان في ما بعد (1مل19)، ولكنه الله ـ الكلمة ـ وقد صار جسداً (هذا ما لم يصره قط قبل ذلك، وما لم يحدث نظيره قبلاً). وحلَّ (هكذا) بيننا. إنها النعمة في قياس سموّها الإلهي، وليس كما كان حين حصلت خدمة الموت المنقوشة بأحرف في حجارة في مجد هو المجد الإلهي المرتبط بالدينونة. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لماذا تجسد الكلمة |
تجسد الرب الكلمة |
تجسد الكلمة ( هو ده إيماننا ) |
عندما تجسد الكلمة .. |
تجسد الكلمة |