|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وإلى تراب الموت تضعني "وإلى تراب الموت تضعني" ( مز 22: 15 ) في موقف إيليا العظيم فوق جبل الكرمل نجد خمسة أمور هامة لها دلالتها الروحية: (1) الذبيحة: لقد نزلت النار من السماء وأكلت المحرقة، لذلك اُطلق الشعب حراً، والنار لم تمس أحداً منهم، وقالوا "الرب هو الله" (ع39). وهذه صورة لنيران الدينونة الإلهية التي انصبت على المسيح وهو على الصليب كيما يمكن إرجاع شعبه إلى الله "من العلاء أرسل ناراً إلى عظامي فسرَت فيها" ( مرا 1: 13 ). (2) الحطب: ويرمز إلى الصليب كما نرى في القصة الرمزية لتقديم إسحاق (تك22)، وعن الحقيقة نقرأ "الذي أيضاً قتلوه مُعلّقين إياه على خشبة" ( أع 10: 39 ) وأيضاً "الذي حَمَل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة" ( 1بط 2: 24 ). (3) المذبح: رمم إيليا مذبح الرب المنهدم، ثم أخذ اثني عشر حجراً بعدد أسباط بني يعقوب (ع31) أي الشعب في مجموعه أمام الله. فالنبي في زمن الخراب يشهد لوحدة الشعب، تماماً كالشهادة الحاضرة لوحدة جسد المسيح. ونحن لن نَمّل من الشهادة بحقيقة الجسد الواحد والروح الواحد على الرغم من تشتت المسيحية إلى طوائف، فالإيمان يرى الوحدة قائمة كما يراها الله. (4) التراب: نرى في التراب حقيقة موته، وهذا ما عبَّر عنه المسيح بروح النبوة قائلاً: "وإلى تراب الموت تضعني" ( مز 22: 15 ). ونتيجة موت المسيح أن الموت سيُبتلع إلى غلبة وسنهتف هتاف النُصرة والغلبة عند مجيء المسيح لاختطافنا قائلين: "أين شوكتك يا موت؟ أين غلبتك يا هاوية؟" ( 1كو 15: 54 ،55). (5) المياه: وتُشير المياه إلى القضاء والغضب الذي انصب على الرب يسوع المسيح على الصليب حيث نقرأ "غمر ينادي غمراً عند صوت ميازيبك. كل تياراتك ولججك طمت عليَّ" ( مز 42: 7 ). وهكذا نتيجة تيارات الغضب التي انصبت على المسيح، انسكب علينا واستقر الرضى الإلهي. أيها الأحباء .. على جبل الكرمل لما رأى الشعب ذلك خرّوا وسقطوا على وجوههم وقالوا: الرب هو الله الرب هو الله (ع39). ونحن أمام مشهد الصليب ليس أمامنا سوى أن نخرّ ونسجد ونقول: "ربي وإلهي". . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|