قد تكون إبناً لله ، و خادماً فى الكنيسة ، وموظباً على أعمال روحية ، و مع ذلك فأنت واقع تحت وطأة الحزبية ، و خاضع لمشاعرها 00 !
و الحزبية هى أن تهاجم البعض ، بلا معرفة ، و بلا تفكير ، وربما بلا أسباب 00 ! بينما تؤيد البعض و تدافع عنهم ، بنفس الأسلوب ، بلا معرفة ، بلا تفكير، بلا أسباب 00!
الحزبية فيها بولس و أبولس ، الأمر الذى انتقده الرسول ، ووبخ عليه أهل كورنثوس ( 1كو 3 : 3 ، 4 ) " لأنه متى قال واحد أنا لبولس ، آخر و أنا لأبولس ، ألستم جسديين و تسلكون بحسب البشر " 00
الحزبية لا تتفق مع روح المحبة 00
لأن الشخص الذى تنتقده و تهاجمه و تقف ضده ، قطعاً لا تحبه 00 و " المحبة لا تقبح ، و لا تظن السوء " ( 1كو 13 )
و الحزبية لا تتفق مع الحق و العدل 00
إذ غالباً ما تكون المهاجمة فى نطاق الحزبية ، ليست كلها صدقاً و لا عدلاً 00 على الأقل فيها لون من المبالغة ، أو لون من التجنى 0 مبعثه حقد داخل القلب 00
و الحزبية لا تبنى ، بل تهدم 00
إنها نفتت القوى ، و يفرق الشمل ، و تستخدم كل الطاقات فى غير مجالها الطبيعى 00 تضيعها فى المشاحنات و الأنقسام ، و فى النقد و النقض 0
الحزبية ضد وحدة الفكر 00
و هى تجسيم للذات ، أو للروح القبلية 00 و لا تتفق مع حياة الكنيسة المقدسة التى قيل عن أبنائها " كان الجميع معاً بنفس واحدة " ( أع 4 : 32 ) 0
و هى ضد و صية الرسل فى قوله " مسرعين إلى حفظ وحدانية الروح برباط الصلح الكامل 00 لكى تكونوا جسداً واحداً وروحاً واحداً ، كما دعيتم إلى رجاء دعوتكم الواحد ، رب واحد ، إله واحد ، معمودية واحدة " ( أف 4 ) 0
و الحزبية قد تأخذ روح التنافس أو المعارضة بالنسبة إلى الآخرين ، وروح الإفتخار بالنسبة إلى الذات 00
و قد تأخذ مظهراً من مظاهر ( عبادة الأبطال ) ، أو الإنتمائية العامة 00 و يصبح كل ما هو أمامك : مجموعتنا ، جمعيتنا ، فرعنا ، كنيستنا ( على مستوى الحى ) ، بلدنا ، قريتنا