نظرة الناس إلى الخطأ والصواب ، وتوجيهها وحكمها ، تختلف من شخص إلى شخص إلى آخر ، حسب إتضاع القلب أو كبريائه 0
فالإنسان المتضع ، يركز بحثه حول أخطائه الخاصة 000
وإذا توجه باللوم ، فإنه لا يلوم إلا نفسه 000
أما غير المتضع ، فلا تشغله سوى أخطاء الآخرين
تشغل كل فكره ، وكل حماسه وكل اهتمامه 00 وربما تشغل أيضا كل وقته وكل طاقاته 00
إنه ينصب نفسه رقيبا على الناس ، يرقب ويحاسب ، ويشغف بمنصب القضاء ، فيقيم نفسه قاضيا ، يصدر أحكامه 00
وإن لم يجد أخطاء للآخرين ، فإنه يتخيلها ، بسوء الظن
والشك ، وعدم الثقة بالناس ، والقسوة فى الحكم ، واستعداد قلبه لسماع ما يسئ إلى غيره مهما كان بغير حق !
وقد يظن أن إدانته لغيره على ما يرام خاطئا فيهم ، إنما يجعله هذا فى مستوى أعلى منهم ، كما لو كان يفهم ما لا يفهمون ، ويحسن تدبير الأمور بغير ما يتدبرون 000 فهو أعلى فكرا وفهما وتصرفا وتدبيرا 000 !
وفى كل ذلك ، ينسى نفسه 000
إنه دائما يلوم ، ولا يمكن أن يقبل اللوم 0
يعتب ولا يقبل العتاب 0 ينتقد ولا يقبل النقد 00
نفسه بلا خطيئة ، كاملة فى عينيه 000
لهذا من الصعب على غير المتضع أن يتوب ! فعلى أى شئ يتوب ، وهو لا يرى خطأ فى نفسه ؟!
من الصعب على غير المتضع أن يقبل نصيحة 0 فما الذى يفهمه الناس أكثر منه ، حتى ينصحوه به
كانت التجربة التى أصابت أيوب الصديق ، بسبب أنه ( كان بارا فى عينى نفسه ) ( أى 32 : 1 )
ولهذا يقول معلمنا القديس بولس الرسول :
( لا تكونوا حكماء عند أنفسكم ) ( رو 12 : 16 )
ويقول سليمان الحكيم ( على فهمك لا تعتمد 00 لا تكن حكيما فى عينى نفسك ) ( أم 3 : 5 ، 7 )
سعيد هو الإنسان الذى يدين نفسه فى كل شئ 0 والذى يهتم بأبديته ، لا بالحكم على الناس 00
+ + +