|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إحصاء أيَّامنا إِحْصَاءَ أَيَّامِنَا هَكَذَا عَلِّمْنَا فَنُؤْتَى قَلْبَ حِكْمَةٍ ( مزمور 90: 12 ) إن عبورنا من عام إلى عام يُشبِه مرورنا بشواخص المسافة التي تقيس لنا طريق رحلتنا القصيرة في هذا العالم. وشواخص المسافة التي في طريقنا تُذكِّرنا بأن حياتنا قصيرة «لأنه ما هي حياتكم؟ إنها بخار يظهر قليلاً ثم يضمحل» ( يع 4: 14 ). لذلك يَحسُن بنا في مناسبة مرور عام أن نصلي مع المرنم قائلين: «إحصاء أيامنا هكذا علِّمنا فنؤتى قلب حكمة». أما من جهة المستقبل، فالعام الذي نحن على وشك الدخول فيه مُغلَق أمام كل منَّا «لأنه مَن يُخبِر الإنسان بما يكون بعدَهُ تحت الشمس؟» ( جا 6: 12 ). والإنسان الطبيعي المسكين - رجل العالم - إذ يرى السنين تَمُر سراعًا، ولا قِبَل له على الموت الذي يأتيه مُباغتًا، يسعى لأن يُمتِّع نفسه بكل مُغريات الحياة في ليلة رأس السنة الجديدة، فيأكل ويشرب في وسط جَلبة وضوضاء، يحاول بها أن يغلق عينيه عن الحقيقة المُرعبة، ويصُّم أُذنيه عن صوت الضمير المُحتَّج. أما المؤمن فليس هكذا، لكنه يثق في عناية أبيه المحب، ويعلم «أن كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله، الذين هم مدعوون حسب قصدِهِ»، هاتفًا مع الرسول: «فإني مُتيقنٌ أنه لا موت ولا حياة، ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات، ولا أُمور حاضرة ولا مُستقبلة، ولا علو ولا عُمق، ولا خليقة أخرى، تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا» ( رو 8: 28 ، 38، 39). وفي إرميا 17: 7، 8 نجد بركات الرجل المُتوَّكِل على الرب بالمقارنة مع الشجرة المغروسة على المياه. قد يكون في السنة المُقبِلة شيء من “الْحَرّ”، وقد يكون فيها شيء من “القحط”، ولكننا نثق في الرب بأننا “لا نخاف ولا نَكُف عن الإثمار”، بل سيُخرِج لنا الرب من الظروف الصعبة بركات لنفوسنا «مباركٌ الرجل الذي يَتكِّل على الرب، وكان الرب مُتَّكَلهُ، فإنه يكون كشجرة مغروسة على مياهٍ، وعلى نهر تَمُدُّ أصُولَها، ولا ترى إذا جاءَ الحَر، ويكون ورقُها أخضر، وفي سنة القحط لا تخاف، ولا تكُف عن الإثمار». أوَ لا نجد أمامنا المثال الكامل في حياة ربنا يسوع المسيح وفي موته، ذاك الذي كان ينتظر الله من كل قلبه، وقد نال منه الخلاص والنصرة بإقامته من الأموات وإجلاسه عن يمينه في السماوات؛ وإننا نسمعه يشجعنا في طريق الإيمان والثقة بالقول: «كثيرون يَرَونَ ويخافون ويتوكَّلون على الرب. طوبى للرجل الذي جعل الرب مُتَّكَله، ولم يلتفت إلى الغطاريس والمُنحرفين إلى الكَذِب» ( مز 40: 3 ، 4). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
بولس خبير إحصاء |
لفهمه لا إحصاء |
إحصاء جثث الأفيال |
عملية إخصاء الكلاب |
إحصاء أيّامنا |