|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تثبيت خطواتنا أَصعدني من جُب الهلاك، من طين الحمأة، وأقام على صخرة رجليَّ. ثبَّت خطواتي، وجعل في فمي ترنيمة جديدة، تسبيحة لإلهنا ( مز 40: 2 ، 3) من أعماق حمأة الخطية إلى القمة العالية، حيث لا سُحب تغشي أمجاد المسيح المُرفَّع، ومن بطن الجُب السحيق، جُب العار والهوان، إلى «صخرة أرفع مني»، هذه هي جذبة النعمة. هناك في علياء الرضا الإلهي، يستطيع مفديو الرب، ولو أنهم في البرية، أن يتغنوا بترنيماتهم الجديدة السماوية، بعيدًا عن ضجيج المنازعات الأرضية. هناك بالإيمان يترنمون على عتبات الهناء الأبدي ذاته، ولو أنهم فعلاً ليسوا بعد في ما داخل رحبات السلام والفرح الأبدي. إذًا، أ ينبغي أن تكون حياتنا الجديدة ترنيمة متصلة دائمة؟ بكل تأكيد يجب أن نتغنى على الدوام، وبلا انقطاع نترنم. لكن هناك أيضًا اختبارات أخرى، هناك هضاب لنتسلقها، ومخاوض لنعبرها، وفيافي لنقطعها، وأعداء لنقاومهم ونهزمهم، وهذه هي "خطواتنا". لقد أُقيمت أرجلنا على صخرة، لكن لنا أيضًا خطوات نخطوها. وحسن ومقبول أن لا ننزلق بعد إلى طين الحمأة، بل نستقر راسخين على صخر الدهور «الحجر الحي». لكن لا يكفي أن "نقف" دائمًا، سواء في راحة أو في انتباه. إنما الحياة المسيحية وَجبَت فيها الحركة، ويلزم فيها التقدم. والمؤمن ليس تمثالاً مُقامًا على قاعدة صلبة، بل هو رحّالة يقطع طريقه سائرًا أو راكضًا أو متسلقًا. هناك خطوات له إلى الوراء أو إلى قدام. وإن كلمة الرب لنا، كما كانت لإسرائيل قديمًا، هي «ارتحلوا». وحياة الإيمان هي حركة دائبة إلى الأمام وإلى فوق، حياة اشتياق بأنّات إلى هدف مقصود، وارتحال على الأقدام يستلزم الكد والجُهد. إن طرق الإيمان ليست مُعبَّدة ولا ممهدة، ولا تسير فيها مركبات النقل الآلي؛ بل كل ما فيها آثار أقدام في خلاء مستوحش، تناثرت فيه الأحجار والصخور من رؤوس الجبال. ونحن نحتاج إلى مَنْ يهيء الطريق قدامنا. ولنا فعلاً هذا الرفيق على مدى رحلة الحياة الشاقة. فالله أبونا يثبّت خطوات أولئك الذين يضعون رجاءهم وثقتهم فيه كالإله الحي. وربنا قريب منا ليحفظنا من التعثر والسقوط. أحبائي .. ألا نحس بحاجتنا إلى لمسة يد من الأعالي؟ وماذا غير يد القدرة المُحبّة، يستطيع أن تثبِّت خطواتنا، وتحفظنا راسخين غير متزعزعين، مُكثرين في عمل الرب كل حين؟ . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
رافق خطواتنا يا حنون |
كل سنه وانت بداية ونهاية خطواتنا |
وتُضيئ كل خطوة من خطواتنا |