"مثل إنسان لا يسمع وليس في فمه حُجة"
( مز 38: 14 ).
الرب يسوع ـ له كل المجد ـ هو "رئيس السلام". وقد جاز في هذا العالم المضطرب بكل هدوء. كان على الدوام في حضن أبيه، لذلك لم تستطع الظروف التي قابلها رغم قسوتها أن تُزعجه أو تقلقه. كان بالحق "رجل أوجاع ومُختبر الحَزَن" بل قد واجه الرفض التام من العالم كله، وامتلأ قلبه بالحزن بسبب قساوة الناس وعدم إيمانهم، لكن رغم ذلك استمر في طريقه ـ طريق المحبة والسلام. لقد كان يتنهد ويتألم من عدم إيمان الإنسان، لكنه في نفس الوقت كان يرفع عينيه نحو السماء. وعندما رفض السامريون إرسالية محبته نظراً لأن وجهه كان مُثبتاً نحو أورشليم، نراه ينحني في خضوع ويمضي إلى قرية أخرى، مُنتهراً تلميذيه يعقوب ويوحنا اللذين طلبا النقمة لأنهما لم يعلما من أي روح هما. وقد ظهر تسليمه وخضوعه أمام الجميع (لو9).