|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نُصرة الضعفاء في سباق الأقوياء «المُنقذ المسكين ممَّن هو أقوى منه» ( مز 35: 10 ) يُسَر الله أن ينجز بأشخاص عاديين أمورًا غير عادية، ليجعل من ضعف الإناء المستخدم ومحدوديته فرصة كي تتدفـق من خلاله قوة الله وتتألق نعمته ومعونته، ليكون الفضل حينها، لا للإنسان، بل للرب. وإليك بعض الأمثلة: (1) كان موسى في عيني نفسه «ثقيلُ الفم واللِّسان»، لكن انظر كيف أيَّد الله إرساليته بالقوات والعجائب في كل أرض مصر! وتكلَّم الله من خلاله إلى فرعون قائلاً: «أَطلِق شعبِي». ما أرهب مواجهة فرعون وجيشه! لكن موسى بالإيمان تبدَّد خوفه، تشدَّد فأنشد: «الرب رجل الحرب، الرب اسمه». (2) كان داود غلامًا صغيرًا لكنه واجَه جليات المُدرع بالأسلحة، وضربه. إن الحقيقة التي لا تراها عيون البشر أن سواعد داود الصغيرة كانت ترتكز على ذراع الله القديرة. سبق وأعلن داود أنه لا بسيف ولا برمح يُخلِّص الرب بل إن ”الحرب للرب“، فتقدَّم للقتال مُتسلِّحًا باسم رب الجنود، واثقًا أن يمينه المُعتزة بالقدرة، تحطم الأعداء. صنع الله من راعي الغنيمات القليلة «جبار بأس ورجل حرب». (3) تعرَّض آسا ملك يهوذا لغزو من تحالف دولي قوامه مليون مُحارب، فصرخ للرب قائلاً: «أيها الرب، ليس فرقًا عندك أن تساعد الكثيرين ومَن ليس لهم قوة، فساعدنا ... لأننا عليك اتكلنا وباسمك قَدُمنا على هذا الجيش ... فضرب الرب الكوشيين ... انكسروا أمام الرب» ( 2أخ 14: 11 ، 12). صاروا أشدَّاء في الحرب لأنهم آمنوا أن الحرب ليست للأقوياء بل للرب «المُنقذ المسكين ممَّن هو أقوى منه» ( مز 35: 10 ) (4) اجتاز بولس في ضيقات كثيرة وتجارب متنوعة، جعلت جسده نحيلاً، لكن روحيًا كانت له حدَّة النسور في بصره، وصلابة الصخور في تحمُّلهِ. عَمِلَ الرب بهذا الإناء في أيامه، ما لم تستطع أن تنجزه هيئات مسيحية كبيرة في أيامنا بكل ما لديها من موارد بشرية ومادية على مدى سنوات طويلة. عزيزي: قد تكون واحدًا من الذين قصد الرب أن يتمجَّد بإظهار قوته من خلال ضعفاتهم ومحدوديتهم. تشجع بالرب الذي لم يَزَل يستخدم أُناسًا ضعفاء في ذواتهم، لكنهم أحبُّوا الرب بإخلاص، ووضعوا كل ثقتهم فيه، وعزموا من القلب ـ بغيرة مقدسة ـ على طاعته، وأن يخدموه ويُكرموه، وهم مُستندين على نعمته. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|