يمتاز الإنسان عن غيره من الكائنات بعنصرين هما: العقل والروح، وذلك بسبب الروح العاقلة التى نفخها الله فى الإنسان عند خلقته! ولأن الروح من الله، لذلك فهى لا تموت!! ويقول سليمان الحكيم: «يَرْجِعُ التُّرَابُ (الجسد) إِلَى الأَرْضِ كَمَا كَانَ، وَتَرْجِعُ الرُّوحُ إِلَى اللَّهِ الَّذِى أَعْطَاهَا» (جامعة 7:12). لذلك آمن الإنسان بخلوده، فى نفس الوقت الذى آمن فيه بإلهه الخالد!! وكانت عقيدة القيامة كامنة فى أعماق الإنسان منذ خلقته، مصاحبة لصوت الله فى داخل الإنسان: أى الضمير! ولعلنا نجد فى قدماء المصريين دليلًا على ذلك، حين بنوا الأهرامات، ووضعوا تماثيل بجوار الجسد، حتى ما تتعرف كل روح على جسدها، حينما تعود إليه فى يوم البعث، هذا حسب معتقداتهم. والروح الخالدة، هى التى تجعل الإنسان متجاوزًا لذاته، لا يشبع من شىء، وليس لطموحه حد.. ففى داخل كل منا عطش لا نهائى وجوع إلى المطلق، ولا يوجد كائن لا نهائى سوى الله!! لذلك لن تشبع أرواحنا
إلا حينما تتعرف على إلهنا الحىّ، اللانهائى!!
لاشك أن الإيمان بالقيامة ينير العقل، إذ يفتح آفاقه نحو امتداد أبدى هو التفسير الوحيد المقبول للحياة الإنسانية!!