الإنجيل ليس مخدراً يضغط في حلوق الفقراء والبائسين بواسطة الأغنياء والمتغطرسين. بل الإنجيل هو الإعلان أن الأشياء التي ترى وقتية وأن الأشياء التي لا ترى أبدية، وأننا نشترك الآن في هذا العالم المملوء بالظلم في آلام المسيح لكننا سنبلُغُ بالإيمان به إلى قيامة الأموات، فالمسيح هو الذي سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده بحسب عمل استطاعته أن يُخضع لنفسه كل شيء (فيلبي3: 21).
إن النعم الأبدية المذخرة لجميع المؤمنين في موت المسيح وقيامته كانت فرح الكنيسة الأولى ورسلها وقديسيها وشهدائها والمحرك العظيم لهم: لقد ربحوا العالم للمسيح لأنهم كانوا يحتقرون الدنيا، لقد أسسوا مملكة روحية في كل قطر لأن سيرتهم والوطن المحبوب كانت في السموات. ووضعوا أساسات الكنيسة في كل مدينة لأنهم كانوا "غرباء ونزلاء" وكانوا ينتظرون "المدينة التي لها الأساسات التي صانعها وبارئها الله".
لا يوجد مظهر في الحق المسيحي أحوَج من هذا إلى زيادة التأكيد. وفي الحقيقة أننا نكون متقدمين في علم اللاهوت إذا حملنا رسالة المسيح المقام والحياة الأبدية هذه على العالم غير المسيحي. إن رسالة إنجيل المسيح عن العالم قد أحرزت تقدماً عظيماً في السنين الأخيرة. ويجب علينا في هذه الأيام أن نضع أعظم ما يمكن من التأكيد على ما في الإنجيل من التعاليم عن الأمور التي تختص بالأبديات. وينبغي للكنيسة أن تنادي بهذه الحقيقة أن ملكوت الله قريب وأن الله سيأتي بسلطانه المطلق للدينونة وللفداء، وأنه يلزمنا أن نجهز نفوسنا في الداخل لمجيء المسيح. وهذه حقيقة رسالتنا بل الإنجيل الأبدي عن يسوع المسيح الذي جاء إلى العالم ومات على الصليب وقام من الأموات وسيأتي ثانية.