|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إفرازه: ذكر بعض الآباء، انه كان أخ من الاخوة يتنسك كثيراً ليس من أجل الله. فلما رآه أبونا القديس باخوميوس وعلم أمره، قال له علي انفراد: تعلم يا أخي ان الرب يقول اني نزلت من السماء ليس لأعمل مشيئتي لكن مشيئة الآب الذي أرسلني. فاسمع مني ما أريد أن أقوله لك لأني أري أن الشيطان قد حسدك ويريد أن يهلك تعبك فاذا علمت أن الأخوة يريدون أن يأكلوا اذهب معهم وكل قليلاً دون شبعك لأجل تدبير الجسد، وهذا الشئ ما يمنعك عن عبادة الله. وإذا فرغت صلاة الاخوة لا تصل وحدك كثيراً حتي تغلب الشيطان وتهلك شيطان العجب والافتخار لانه قد اشتملك. فلما سمع هذا الكلام قبله من ذلك الوقت فقط، ثم انه رجع الي ضلالته قائلاً في نفسه: ان كنت لا تصوم ولا تصلي ولا تتنسك فانا أباشر هذه الأعمال التي تخلصني. ثم بدأ يصلي أيضاً. فلما سمع القديس بذلك، دعا تلميذه تادرس وقال له: إني حزين كثيراً من أجل فلان. امض فانظر أي شئ يعمل. فلما ذهب اليه وجده يصلي بدوام فرجع الي عند الشيخ وأخبره بذلك فقال له القديس: أرجع اليه وامنعه من الصلاة، وإذا منعته حينئذ يتبين لك الشيطان الذي استولي عليه. وإذا رأيت ذلك امسكه أنت الي أن أجئ أنا. فانطلق تادرس وصنع كذلك. فلما منعه من الصلاة صرخ علي تادرس قائلاً: يا منافق أنت تمنعني ان لا أصلي. ثم تناول عوداً عظيماً وقصد أن يضرب به تادرس علي رأسه فانتهره باسم الرب وللحين ترك العود، وقال لتادرس ذلك المجنون: أتريد أن تعلم ان الذين يصلون بلذة من فعلنا يضلون. فسمع ذلك وبدأ المريض يصلي تسبحة موسي الأولي، فلما سمع ذلك تادرس تعجب وفزع قائلاً: كم من اليقظه والانتباه تلزم الانسان حتي يتخلص من تجارب الشيطان! وان أبونا باخوميوس اتي وأخذ الأخ المطغي الي الكنيسة وجمع الاخوة وامرهم ان يصلوا معه ويطلبوا من الله ان يرحم ذلك الأخ. وان الله الرحيم شفاه وخلصه من الشيطان النجس وعاد الأخ فيما بعد بكل طاعة واجتهاد واتضاع خاضعاً للقديس، مطيعاً أوامره الحسنة. + في بعض الأحيان ظهر الشيطان للأب باخوميوس في صورة السيد المسيح يتجلى، وقال له (افرح يا باخوميوس لاني جئت لافتقادك) ففكر في نفسه قائلاً: (من شأن المناظر الالهية انها من لذة بهجتها وحلاوة نعيمها تسبي خيال مستحقيها اليها ولا يبقي لهم فكر آخر، ولكن أفكاري الآن تروي فنونا وألواناً) فلما وجده الشيطان مفكراً في هذا، أبعد عنه الأفكار، فقال الأب في نفسه: (إني كنت أفكر أفكاراً والآن فلا وجود لها)، وإذ قال ذلك في نفسه قام الي الشيطان وهو باسط يده كمن يريد أن يمسكه وفي الحال صار كدخان وتلاشي. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|