الشركة بين الروح والجسد، وهو العين
الجندي في الميدان مثالًا لنا:
الجندي تدفعه روحه إلي أعمال البسالة والبذل والفداء، وتشتعل روحه بمحبة وطنه ومواطنيه. ولكن الجسد هو الذي يتحمل العبء كله، ويدفع الثمن كله. الجسد هو الذي يتعب ويسهر ويحارب، وهو الذي يجرح ويتمزق وتسيل دماؤه. فهل يعد كل هذا تتمتع الروح وحدها، والجسد لا يشترك معها في المكافأة؟! وكأنه لم ينل أرضًا ولا سماء؟! إن العدل الإلهي لا يوافق إطلاقًا علي هذا. إذن لا بد أن يقوم الجسد من الموت، ليشترك مع الروح في أفراحها.
ونفس الوضع نذكره أيضًا في عمل الشر الذي يشترك فيه الجسد مع الروح، بل قد يكون نصيب الجسد أوفر..
الجسد هو الذي ينهمك في الملاذ المادية، من أكل وشرب وسكر ومخدرات وزني ورقص وعبث ومجون، ويلذذ حواسه باللهو. وهل بعد هذا كله، تدفع الروح الثمن وحدها في الأبدية، ولا يلحق بالجسد شيء من العذاب أو من المجازاة؟! كلا، فهذا لا يتفق مطلقًا مع العدل الإلهي، الذي لا بد أن يجازي الإنسان كله روحًا وجسدًا. إذن لا بد أن يقوم الجسد من الموت ليشترك في المجازاة. ويكون الحساب لكليهما معًا، لأنهما اشتركا في العمل معًا، سواء بدأت الروح، وأكمل الجسد. أو اشتهي الجسد، واستسلمت الروح له واشتركت معه في شهواته..