|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الشهيد إسحق الدفراوي القديس الشهيد العظيم أسحق الدفراوى مقدمة : أستشهد القديس أسحق الدفراوى فى عهد الامبراطور ديوكلينانوس الذى حكم فى انطاكية من سنة 284 م إلى 305 م وكان القديس أسحق الدفراوى من أوائل شهداء مصر بعد أن وزع القائد الرومانى قلقيانوس المنشور على الولاة فى مصر وعذب ايضاً القديس أسحق على يديه حتى أن سنكسار الفاتيكان كتبه من اوائل الشهداء الذين أستشهدوا فى مصر وأصدر ديوكلينانوس منشور الأضطهاد فى 23 فبراير سنة 303 م ميلادية حتى 23 مايو 305 م ولم يزد منشور الأضطهاد عن سنتين وشهرين من ميلاد القديس حتى أستشهاده. عاصر ثلاثة من الاباء البطاركة هم " الانبا مكسيموس الخامس عشر " الذى تنيح سنة 282 م و" الانبا ثاونا السادس عشر " الذى تنيح سنة 300 م و" الأنبا بطرس خاتم الشهداء السابع عشر " الذى أستشهد سنة 311 م فى عهد الامبراطور " مكسيمانوس درياز " أستشهد القديس أسحق الدفراوى فى عهد " البابا بطرس خاتم الشهداء " فى طوة بأمر الوالى " أريانوس " والى أنصنا ونفذ الامر " أبشادى " والى طوة بحد السيف فى " 14 مايو 303 ميلادية " " 6 بشنس سنة 19 ش " وكان عمره عند الاستشهاد 25 عاما . حياته : ولد القديس أسحق من أبوين مسيحين غنين وكانت هذة الأسرة غنية فى الفضائل وكان أبواه بارين أمام الله عائشين فى حياة الخدمة وفى أعمال الرحمة والمحبة أمام الله شاب القديس أسحاق منذ نعومة أظافره على الفضائل المسيحية مثل المحبة ، التقوى ، الصلاح ؛ وكان متواضع مع نسك ، كان دائماً يعمل الخير للجميع صغار وكبار حتى ذاعت فضائله بين أفراد قريته . حياة الصلاة : كان القديس أسحق دائما ملتصق بالله فى حياته قائلاً مع المرنم الحلو داؤد " أما أنا فصلاة " قبل أن يقوم بأى عمل كان يصلى لأن الصلاة هى الصلة بينه وبين الله خالقه وباريه ، كان أيضاً يقرأ الكتاب المقدس وكأنه يقول مع داؤد النبى " خبأت كلامك فى فمى كى لا أخطئ اليك " كان الكتاب المقدس هو غذاء روحى له دائما فكان يذهب الى الحقول فى بلدتة " دفرة " والبلاد المجاورة وكان يقرأ للفلاحين فى الحقول الكتب المقدسة ويفسر معانيها . ظهور ملاك الرب للقديس اسحق فى الحقل : قام القديس مبكراً كعادته ليصلى الى الله خالق الكون الى أن أشرقت الشمس فخرج من داره الى الحقول ليعظ أخوته الفلاحين ويتنقل بينهم كعادته وبعد أن أتم واجباته الدينية نام خلف الحصادين ، ظهر له ملاك الرب وايقظه قائلاً : " السلام لك يا أسحق المشمول بعين عناية الله ، لماذا أنت نائم وأخوتك يجاهدون وأراه أكليلاً وقال له تشجع ان هذا الأكليل لك فلا تهمل خلاصك فقم بأمر السيد المسيح وأذهب الى طوة " وهى من المدن القديمة وتتبع حاليا مركز ببا محافظة بنى سويف " فتجد الوالى قد نصب الات التعذيب وأعد الات الموت والأعدام لكل من لا يسجد للأصنام فأعترف أمامه بمخلص البشر يسوع لتنال النعيم الدائم الذى أعدة الله لمختاريه من الشهداء العظام والمجاهدين الكرام قال ذلك ثم صعد الى السماء بعد أن عزاه وقواه . فرح القديس أسحق بهذا الجهاد المنتظر فرحاً عظيماً وذهب فى الحال إلى بيته فأخبر أبويه بما جرى فوقع الخبرعلى أبويه كالصاعقة وظهر على وجوههم علامات الأسى والأسف فأخدوا يحببون إليه عدم السفر لأنهم لا يقدرون على مفارقته لهم لحظة واحدة وبدأ القديس يفكر فى نفسه هل يرضى والديه ويطيعهم أم يرضى الله الذى أختاره لهذا الجهاد وأنه لا يقدر على مخالفة والديه وقال لوالديه أن السيد المسيح قبل الصليب بإرادته حباً فى خلاصناً فكيف لا نبذل حياتنا فى حب من مات لأجلنا وفى محاربة من أتبعوا ابليس لأننا خاضعين دائماً لأرادة الله خالقنا وقال لهم قول المخلص له كل مجد من " أراد أن يخلص نفسه يهلكها ومن يهلك نفسه من أجلى يجدها " ( مت 25:16 ) وقول المخلص أيضا " ماذا ينتفع الأنسان لو ربح العالم كلة وخسر نفسة " قال ذالك وكان حزيناً . ظهور الملاك للقديس مرة ثانية : ذهب القديس لينام ولم يكن فى وسعه مخالفة الله أو أغضاب والديه وبينما كان القديس نائم وأذا بملاك الرب ظهر له مرة أخرى فى نصف الليل فأمتلأ البيت نور وبعد أن ايقظ الملاك القديس أسحق من نومه قال له " السلام لك يا أسحق الذى أختاره الله للجهاد أعلم ان نعمة الرب معك ترافقك ولم تفارقك " فأجابه القديس قائلاً " تبارك الله الذى أختارنى لخدمته " فقال له الملاك " قم الأن أخرج من بيتك وأذهب بسرعة إلى طوة وهناك ستقاصى أتعاباً كثيرة على أسم السيد المسيح له كل مجد كما قلت لك من قبل وبعد هذا الجهاد العظيم ستنال أكليل الشهادة المعد لك فى ملكوت السموات بمجد عظيم لا تخف أنا معك حتى تتم شهادتك وسأتى إليك لأقويك " صعد الملاك الى السماء وخرج القديس من بيته وهوة يسبح الله الذى أختاره ودعاة مرة ثانية وكان عمر القديس 25 عاماً وهو ذاهب للأستشهاد وأخذ يجّد فى السير ليلاً وكان كلما مر ورأى شهداء ذاقوا الموت فى سبيل محبتهم للملك المسيح يبكى ويرفع وجهه إلى السماء قائلاً " أيها السيد الرب ضابط الكل أبو ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح نشكرك لأنك وهبت لنا أن نتألم من أجلك لكى نتمجد أيضاً معك نشكرك يا ربى لأنك سمحت أن ننال هذه الأتعاب من أجل الحب الالهى الذى أنسكب فى قلوبنا ومن أجل الحياة فى الملكوت السمائى يا إلهى القدوس قوى أيمانى ثبتنى فيك بنعمتك الألهية شدد من عزيمتى وعضد أرادتى حتى أحتمل كل الالام والعذاب المنتظر طوعاً أقبل ذبيحة حبى لك فى تلك الأتعاب التى سأحتملها من أجلك أنت الذى قدمت ذاتك ذبيحة حب فوق صليب الجلجثة من أجل خلاصى وحياتى فيك وبقائى معكإ لى الأبد ياربى يسوع المسيح أعنى " كان ذلك عندما جاء القائد الرومانى قلقيانوس من قبل الأمبراطور دقلدويانوس إلى مصر ليسلم منشور الأضطهاد إلى الولاة فى مصر الذى أصدره دقلدويانوس فى 23 فبراير سنة 303 م يدعو فيه إلى عبادة الأصنام وقتل وتعذيب كل من لا يسجد لأبلون وأردميس وسائر إلهة الأمبراطور . وبعد أن عذب كثير من المؤمنين فى أنطاكية أمر الأمبراطور القائد قلقيانوس بالتوجه إلى مصر حاملاً أمر الأمبراطور إلى جميع البلاد التى تحت سلطانه فخرج القائد ليعد معدات السفر وأخذ يجمع الات التعذيب وشد الرحال وسافر هو وجنوده إلى مصر وكان يعذب فى طريقه المسيحيين حتى وصل إلى طوة بخيله ورجاله ونصب هناك خيام وبعد أن أستراح القائد من السفر تقدم إلى أبشادى وإلى طوة وسلمه أمر الأمبراطور الذى يقضى بمساعدته فنهض منتصباً أجلالاً لأمر الأمبراطور وأستلم الخطاب وقبله وفض أختامه وقرأ ما فيه وهذا نصه : 1- يجب هدم جميع الكنائس وأزالتها من الوجود . 2- يجب أحراق كل الكتب المقدسة . 3- جميع المسيحيين الموظفين فى خدمة الحكومة يتجردون من وظائفهم ويحرمون من حقوقهم الوطنية ايضاً . 4- جميع المسيحيين الغير موظفين يصيرون عبيداً . 5- كل من يشارك من المسيحيين فى أجتماعات سرية بغرض العبادة ينفذ فيه حكم الموت . 6- مصادرة كافة أملاك المسيحيين والكنائس . بعد أن قرأ الوالى أمر الأمبراطور قال أن الأقباط قوم أشداء لا يرهبون الموت فى سبيل الحفاظ على عقيدتهم فإذا شقوا عصا الطاعة نذيقهم أنواع العذاب . وصل القديس اسحق إلى مدينة طوة وأخذ يسأل عن قصر الوالى والساحة التى نصب فيها الات التعذيب رسم القديس علامة الصليب على ذاته وسأل عن محل أقامة الوالى ليقابلة فقيل له أنه ذهب إلى الحمام فطلب من أحد الأفراد أن يرشده إليه فلما أقترب من الحمام رأى الحاجب وكان أسمه " ديوناسيوس " واقفاً على الباب والجنود تحيط بالمكان من كل جانب فتقدم إليه وقال للحاجب " أين مولاك الوالى " فأجاب الحاجب " أنه يستحم كعادته وماذا تريد منه أيها الرجل " فقال له القديس " أنى رجل مسيحى قد حضرت من بلاد بعيدة لأعلنأ يمانى بإلهى يسوع المسيح وتمسكى بدينى المسيحى " فاجاب ديوناسيوس الحاجب وقال له بلطف " مالك وهذا القول أيها الشاب هل تريد أن تموت موتاً شنيعاً أذا سمعك الوالى فسيأمر بتمزيق لحمك وكسر عظامك وسيجعلك عبرة لمن لا يعتبر فأذهب إلى حال سبيلك وأشفق على شبابك لئلا يصيبك ما أصاب غيرك من قبل " فقال القديس اسحق " أنى لا أخاف الموت أو أرهبه لأن موت العالم هو أنتقال من حياة زائلة إلى حياة أبدية مع إلهى يسوع المسيح رجائى " وبينما كان القديس يجاهر بأيمانه وأذا بالقائد قلقيانوس خرج من الحمام فتقدم إليه القديس اسحق وخاطبة قائلاً " أنا مسيحى " فتأمله القائد قلقيانوس وقال له : " أتعرف من هو المسيح ؟ " . فأجاب القديس " أنى عبد الرب يسوع المسيح الحى الأزلى " فقال له القائد " أذا أطعتنى تحيا ولكن أذا خالفتنى تموت موتاً شنيعاً " فقال له القديس " مكتوب فى الأنجيل المقدس لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها بل خافوا بالحرى من الذى يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما فى جهنم " فسأله الوالى " من أين أنت ؟ " فأجاب القديس قائلاً " أنا من دفرة بلدى الأرضية " فأكمل الوالى : وما أسمك ؟ فقال القديس " أسمى أسحق عبد يسوع المسيح " فتفرس فيه الوالى جيداً وأعجب بشجاعته الفائقة وأشفق على شبابه ثم سلمه إلى ديوناسيوس وقال له " أجتهد فى أن تستميله حتى يرجع عن عناده فاذا أطاع دعه يقدم البخور للألهة وأذا لم تستطع أقناعه سألحقه بالذين شقوا عصا الطاعة بعد أن اعود من دمياط فأخذ ديوناسيوس القديس الى بيته وقال له " أطعنى وقدم ذبيحة الى الالهة فان ليس لى الا بنت واحدة جميلة سأزوجك منها وأجعل الوالى يمنحك أيضاً رتبة شرف مالك وهذا الأسم " فقال له القديس أسحق : " لو أنعمت على بملك دقلديانوس فانى لا أنكر إلهى وربى يسوع المسيح ابن الله الحى " فلما رأى ديوناسيوس تسمك القديس بالهه ، امتنع عن الكلام معه وقال له " ان ايمانك سوف يدفعك الى الموت وانا قد احببتك ولااتمنى لك الموت " وكان يعطيه طعاما يوميا خبز وماء . تعجب ديوناسيوس من شدة تمسكه بدينه وأعجب بشجاعته وأحبه حباً مفرطاً وأتخذه صديقا له وكان يلازمه فى كل وقت ويتلذذ بسماع وعظه وتعليمه وبينما كان القديس خارجا يوما أذ أعمى جالس يستعطى فقال له ديوناسيوس : " أمضى وأطلب من رجل الله ان يضع يديه على عينيك لتبصر " فصرخ الأعمى قائلا " يا رجل الله اعنى لكى أبصر " فقال له الطوباوى " حسب ايمانك يكون لك " حينئذ وضع يديه على عينه قائلا " باسم ربى يسوع المسيح تبصر ". ففى الحال أبصر وخرج قائلا : " واحد هو اله المسيحيين اله أنبا اسحق " فلما رأى ديوناسيوس المعجزة وايمان كثير من الجموع اعلن ايمانه بالرب يسوع بعد اقناع القديس له بترك عبادة الاوثان وعبادة الاله الحى . وكان القديس أسحق يكرز ويبشر ويصنع العجائب باسم السيد المسيح له المجد غادر الوالى مدينة دمياط بعد ان ارتكب كثير من الفظائع حيث كان يحرق المؤمنين بالنار لانهم كانوا يخالفونه فى عبادة الاصنام وصلب الذين كانوا ينادون جهارا بعدم الرضوخ لأوامر الامبراطور وعذاب كثير من الذين آمنوا بالسيد المسيح له المجد ولما عاد الوالى الى طوة سأل ديوناسيوس الجندى فيما تم فى امر الشاب اسحق الدفراوى ان كان قد تمكن من استمالة قلب اسحق ليقدم ذبيحة للالهة ، فقال له ديوناسيوس " ان هذا الشاب رفض السجود لأصنامك الصماء ولهذه الأحجار التى لا تنطق ولا تتكلم وظل متمسك بالاله الحقيقى يسوع المسيح " فقال له الوالى " ما هذه اللغة وهذا الاسلوب الذى تتكلم به أيها الحارس ؟ هل أثر عليك هذا الشاب اسحق الشارد عن الهتنا المكرمة ؟ فأجاب ديوناسيوس " هذه ليست الهه ايها الوالى انها مأوى للشياطين وعنوان الهالكين فقال الوالى ماذا تقول أيها الغبى ؟ تحدث بما يليق بعظمة أبلون وأردميسة هل جننت ايها الرجل " فأجــاب ديوناسيوس " كلا ! بل أمنت بالاله الحى الى الابد ، انى منذ الان اعبد ربى يسوع المسيح ابن الله الحى واعترف به امامك ايها الوالى الكافر، لقد آمنت على يد القديس اسحق الدفراوى " فاستغرب الوالى من كلام ديوناسيوس وقال له : " الويل لك ياديوناسيوس فلابد من ارسالك حالا الى قلقيانوس القائد الرومانى الجبار لينتقم منك شر انتقام ويذيقك عذاب اليم جراء انقلابك عن ديانتنا واعتناقك دين ذلك المصلوب " . وامتنع الوالى عن محاكمته حتى يذهب الى بيته ويعود ، فقال له ديوناسيوس : " لااله الا اله اسحق الدفراوى سوف لا تذهب الى بيتك حتى تكتب قضيتى وتصدر أمرك الى جلادك لأنال اكليل المسيح فى ملكوته ، فلما أراد الذهاب الى منزله لم يقدر أن يذهب للغذاء وتوقفت مركبته عن السير فقال لديوناسيوس " قد ظهرت أسحارك " فأجابه : " لست ساحرا لكنى عبد ليسوع المسيح " فجلس الوالى وكتب قضيته هكذا : بما ان الجندى ديوناسيوس قد شق عصا الطاعة فى وجهنا واعتنق الدين المسيحى وجاهر بازدراء الهتنا وسخر من ابلون واردميسة وجميع الهتنا العظام ، ولما نصحناه ازداد تمسكا بدين المصلوب وخالف أوامر جلالة الملك الامبراطور دقلديانوس فقد ارسلته اليك ايها القائد الجبار قلقليانوس لتقطع رأسه حتى يكون عبرة لغيره . وسلم الرسالة الى أحد الجنود وأمره بارسالها الى القائد الرومانى قلقليانوس فقرأ الرسالة وأمر الجنود والجلاد بأن يأخذوه الى الساحة المعدة لـعذاب المؤمنين واعدامهم قبلى طوة ، ولما وصلوا الى المكان وقف الجلاد ينادى قائلا " انى ساضرب عنق هذا الجندى لأنه كفر بآلهة الامبراطور فأجابه ديوناسيوس : " اننى لست اخاف الموت لأن روحى خالدة " فأعاد عليه الجلاد القول ثلاث مرات ، ووجه ديوناسيوس الجندى وجهه نحو السماء وصرخ بصوت عظيم " أشكرك يا الهى يسوع المسيح لأنك منحتنى نعمة الايمان بك اللهم اقبل روحى لأن لك المجد الى الابد امين ". ثم ضرب الجلاد عنقة بحد السيف فانفصلت رأسه عن جسده ونال اكليل الشهادة المعد له ثم أخذ المؤمنون جسده الطاهر ولفوه بأكفان وضموه الى أجساد القديسين الشهداء وكان ذلك فى اليوم الخامس من بشنس . عذاب القديس : ثم قال القائد " هوذا الجندى قد مات بسببك سأبعث بك الى أبشادى لكى يحكم عليك ثم أخذه معه فى مركب وأحضره الى الوالى أبشادى والى طوة ، وفى الغد جلس الوالى على كرسى الولاية وعلى يساره قلقيانوس القائد الرومانى وكان أريانوس والى انصنا قد جاء وجلس عن يمين الوالى ودعا الجنود لاحضار " القديس اسحق " من السجن فجاؤا بة مكبلا بالسلاسل فلما حضر قال له : " اطعنى وقدم ذبيحة للالهه لكى تخلص من هذه الاتعاب الكثيرة لانى اشفق عليك كثيرا " فقال له القديس : " اذا كنت شفقت على قبلا فلا تشفق على من اليوم " حينئذا أمر الوالى غاضبا ان يعصر القديس بالهنبازين ويعذب. فلما قيدوه صرخ بأعلى صوته وصلى الى الرب ورسم ذاته بعلامة الصليب قائلا " باسم الاب والابن والروح القدس أعنى يامخلصى الصالح " ففى الحال انكسر الهنبازين وسقط القديس الى الارض سالما دون ان يصاب بأى اذى فلما نظر الحاضرون الاعجوبة وجماعة العسكر صرخوا بصوت عالى قائلين " واحد هو اله المسيحيين اله اسحق الدفراوى ثم تناولوا حجاره ورموا الوالى ومن معه " فأحاط الجنود من كل جانب وصدر أمر باعدامهم فى الحال . فقال الوالى ليوضع على سرير من حديد ويوقد تحته حتى يُفنى بعد ان يصبوا كبريت وزفت فى حنجرته وكان الوالى يقول له : " أطعنى فلا تموت هذا الموت الشنيع " فأجابه الطوباوى : " كل عذاب سأحتمله بقوة السيد المسيح " فأمر الوالى بطرحه فى السجن حتى يتدبر ما يصنع به ، فأخذوه الى السجن وفى الغد جلس على كرسى الولايه وكان أريانوس قد وصل الى المدينة فسلم كل منهما على الاخر وقال قلقيانوس لأريانوس : " يوجد هنا مسيحى لم استطع حمله على أن يقدم ذبيحة لالهه الملوك " فقال أريانوس : " أرنى اياه " ولما حضر القديس قال له أريانوس : " هل أنت الساحر الدفراوى الذى تحتقر الهه الملوك " فقال له القديس : " لست بساحر ولكنى أؤمن بالاب والابن والروح القدس " فقال أريانوس لقلقيانوس : " أرسله الى حتى استميله " فأخذه أريانوس وأمر الوالى جنوده أن يوصلوا القديس اسحق الى مدينة انصنا مكبلا بسلاسل من حديد ومنعوا عنه الخبز ، فانزله الجندى المكلف بحراسته الى سفينة شراعية كانت معدة لنقله ، وبعد برهه من الزمن أقلعت السفينة الى الجنوب وكان القديس فى ذلك الوقت يصـلى ويرتـل بحرارة قائلا : " يا الهى ومخلصى لاتتركنى فى ضيقى لئلا يقول الكفار تركه الهه وتخلى عنه وقت الشدة " وبينما القديس اسحق مطروح فى جوف السفينة ظهر له المخلص ، فلما نظره الطوباوى خر وسجد له قائلا : " اذكرنى يارب لتقوينى حتى اكمل جهادى فقال له الرب : " لا تخف فإنى لا أتركك انت وكل الذين يجاهدون مثلك حتى ترثوا الملكوت المعد لكم منذ انشاء العالم فتوسل القديس اسحق الى الرب قائلا : " أيها الاله الذى جبلنى وأنا فى بطن أمى أعنى فى كل مكان أمضى اليه ولا تبتعد عنى لئلا يقول الامم أين الهه " وفى أثناء ذلك سمعه ملاحوا السفينة فقال بعضهم لبعض : ان هذا رجل الله ، فتوجه اليه أحد البحارة وقال له : " سلام لك " فأجابه الطوباوى قائلا : " سلام الرب ايها الاخ " فـــقال : " هل ترغب فى شئ يا رجل الله ؟ " . فقال القديس اسحق : " اصنع معى معروف وأعطنى قليلا من الماء لأشرب " فقدم له الاناء فشرب ثم قال للبحار " ليصنع الرب معك رحمة فى يوم الدينونة العظيم لأنه لايضيع أجر أحد " فأخذ الملاح الاناء وقد فضل به قليل من الماء سكبه على أحد الملاحين على سبيل المزاح وكانت أحد عينى ذلك الملاح عوراء فأبصرت فى الحال ، فلما نظر الملاحون ما حدث مجدوا الله الصانع العجائب وبعد تمام ستة عشر يوما وصلوا هرمس وقدموا الطوباوى لأهل المدينة وكانو كرماء جدا ، فلما وجد الطوباوى الانبا فيلكس والانبا سرينى فى السجن سلم عليهما ، فقال له : " تشجع يا أخانا العزيز فقد ادركتنا النعمة حينما سلمنا عليك " ثم قال الانبا سرينى : " فليقوينا الرب الاله جميعا حتى نثبت فى اسمه القدوس لنكمل جهادنا " فقال لهما الطوباوى اسحق : " اذكرانى يا ابوايا ليقوى الرب ايمانى " فقال له الانبا فيلكس : " تشجع يا أخى وستنال اكليل الشهادة قبلنا فاذكرنا امام الرب الاله " وفى نصف الليل بينما كان القديسون يصلون فتح القديس اسحق فاه وبارك الله قائلا : " أباركك يا الله فى حياتى وأرتل لك ما دمت حيا فلتصعد صلاتى أمامك كرائحة بخور لأنك حفظتنى تحت ظل جنحيك ونجيتنى باسمك القدوس فلك المجد الى الابد امين " وفى الغد جلس أريانوس الوالى على كرسى الولاية وقال : " قدموا الىّ الساحر الدفراوى " ولما جاء الجنود الى السجن قال الطوباى القديس اسحق للقديسيّن : " اذكرانى كى يقوينى الله " فقالا له : " الله الذى تعبده ليلا ونهارا يقويك حتى تكمل سعيك " ولما قدموة أمام الوالى سأله : لقد أرسلك القائد الرومانى قلقليانوس ووالى طوة وأعرف قضيتك ايها الشاب هلم احمل المبخرة وبخر بها للآلهه المكرمين لتخلص من العذاب ، فأجاب القديس اسحق : " انى قد اجبت مرارا بانى لا أقدم ذبيحة لالهتك وقد أوضحت لك ان العالم كله سيمضى الى الهلاك أما مجد الهى فسيدوم الى الابد وتأكد ايها الوالى ان الانسان لا يستفيد شيئا اذا ربح العالم كلة وخسر نفسه " فلما سمع الوالى هذا الكلام غضب جدا وفى ثورة عارمة قال أريانوس لجنوده : " خذوا هذا الرجل وعذبوه عذاب شديد ليعرف حقيقة قوتى انا اريانوس " وعندئذ أمر الوالى جنوده ان يضربوا القديس اسحق على فمه بدبابيس حادة فقلعت اسنانه وتألم القديس من ذلك ، ثم أمر الجنود بنزع أظافر يديه ورجليه واحد فواحد ، وتمشيط جسده بأمشاط من حديد حتى التهب جسده وتمزق بالكامل وتدليك جراحه بالخل والملح والجير ثم أمر بكيه بأسياخ محماة بالنار ووضعوها فى أذنيه الى العمق حتى احس القديس ان رأسه يلتهب وتحمل كل هذة الالامات بقوة وصبر وشكر وعندما انزلوه الى السجن وهو بين حى وميت كان يصلى الى الرب يسوع حتى يعينه على أتعابه ويمنحه قوة الاحتمال لاجل اسمه القدوس المبارك فأرسل الرب له ملاك وعندما لمسه برأ من كل الجراحات والأوجاع التى به ، وفى صباح اليوم التالى دعا الوالى القديس من السجن وعندما شاهده معافى وسليم تعجب الوالى وكل الحاضرين وقال له الوالى " قد ظهرت اليوم اسحارك " فقال له الطوباوى : " لست ساحرا ولكنى مؤمن بالاله القوى القدير الذى خلصنى من عذاباتك " فقال له الوالى : " انك ساحر عظيم واسحارك التى تصنعها بهذا الاسم الذى تؤمن به يسوع المسيح ولكن بحق الالهه العظام ابلون وارطاميس سأمزق اعضاءك اربا اربا لاعلم هل تقدر اسحارك ان تخلصك من يدى فاطعنى واذبح للالهه فتخلص نفسك من الموت وتنال الرضى التام واهبك مركزساميا " فقال له الطوباوى : " انى اذا اطعتك اكون احمقا وجاهلا " فأمر الوالى بأن يعلق على الهنبازين ليعذب حتى تنسكب أحشائه جميعها ، فقال له الطوباوى : " لك سلطان على جسدى لتجرى عليه كل عذاب تريده اما نفسى فلا سلطان لك عليها " ، فأمر الوالى قائلا : " احضروا زيتا وشمعا وقار وصمغا والقوها فى القزان واشعلوا نار تحته حتى يغلى " فلما نظر القديس ذلك صرخ قائلا : " أيها الرب يسوع المسيح أعنى وكما أرسلت ملاك وخلص الثلاثة فتية من أتون نار نبوخذ نصرالملك خلصنى يا ربى يسوع المسيح لئلا يقول الوالى اين الهه " ثم رسم على نفسه علامة الصليب ثـــلاث مرات قائـلا : " باسم الاب والابن والروح القدس الاله الواحد آمين " ولم فرغ من صلاته القوه فى القزان ، وصلى قائلا : " ياربى يسوع المسيح تعال الى لا تبتعد عنى " وفى الحال نزل ميخائيل رئيس الملائكة من السماء وأطفء لهيب النار وجعل ما بالقزان كأنه ماء بارد فلما نظر الجميع ما حدث صرخوا ممجدين الرب اله القديس اسحق وأخذوا يلقون الحجارة على الوالى ، فأمر الوالى بقطع رؤسهم جميعا فنالوا اكليل الشهادة . حينئذ أرجعه الوالى أريانوس الى طوة ومعه الرسالة الآتية موقعا عليها " بما أن اسحق الدفراوى قد رغب أن يموت على اسم يسوع فأنا أمر بأن تقطع رأسه بحد السيف " فجاء الجنود وجرّوا القديس واللجام فى فمه حتى أوصلوه مدينة طوة حيث خرجت كل المدينة الى ملاقاته وتعجبوا من جماله ومن المجد المتسربل به وكان متهللا بالروح ، ولما أخذوه ليقطعوا رأسه قال القديس اسحق للجنود القابضين عليه : " أتمنى لكم حياة مباركة يا اخوتى تأنوا على قليلا حتى أصلى الى الهى قبل ان تقتلونى " فابتعد عنه الجلادون قليلا ثم وجه القديس اسحق وجهه الى ناحية الشرق وفتح فاة وصلى قائلا : " يا ملائكة النور قفوا معى اليوم ياسيرافيم النور قفوا معى اليوم تعالى الى اليوم يا ربى يسوع المسيح لتقوينى ليتنى أكون مستحقا لسماع صوتك قبل أن أموت كى يتعزى قلبى فى داخلى استجب لطلبتى يا الهى " وبينما القديس فى صلاته اذ بالرب يسوع المسيح يأتى من السماء على مركبة نارية والوف من الملائكة حوله يسبحونه ، وخاطب القديس قائلا : " تعالى الى ياحبيبى اسحق فسأعطيك اكليل الحياة لقد تمسكت باسمى ولم تنكر ايمانى رغم كل الاضطهادات التى وقعت عليك فهلم الان لتتمتع بما لم تره عين ولم تسمع به اذن ولم يخطر على قلب بشر ما اعددته للذين يحبوننى " فلما سمع القديس قول المخلص تشجع قلبه ، ثم قال : " استجب لى يا ربى ليفرح قلبى بكل ما اسأله منك وتهبنى اياه انت تعلم يا ربى ان بلدتى صغيرة وخوفا من أن يقوم العدو عليها اسألك يا سيدى أن ترسل ميخائل رئيس الملائكة ليعينهم ويقويهم على مهاجمة أعدائهم واذا أخطا انسان وصلى اليك باسمى فاغفر لة خطاياه ثم أسألك من أجل من يكفن جسدى ويدفنه ان تستر جسده وقت احتياجه ومن يكتب شهادتى لينشرها ان تكتب اسمه فى سفر الحياة وتفرح قلبه وترضيه ومن يقدم تقدمة باسمى أن تمنحه من عطاياك غير المحدودة " وعندما أتم القديس اسحق كلامه أجابه المخلص بصوته الحنون الرقيق قائلا : " الحق الحق اقول لك ان كل شئ طلبته بإسمى سأمنحك اياه " ، بعد ذلك رجع الطوباوى اسحق للجلادين وقال لهم : " تعالوا الأن تمموا ما أُمرتم به " فجاء الجلادون ووضعوا اللجام فى فمه ثم وضعوا رأسه على حجر عظيم ومدوا عنقه وقطعوا رأسه المقدس بحد السيف فتزعزع المكان الذى قطعوا فيه رأسه ثلاث مرات وحدث خوف ورعب فى المدينة كلها فأسرع اناس كثيرون الى حيث جسد القديس وكل العميان والعرج والصم والخرص وأخذوا من الدم الذى نزل منه ووضعوا على أعضائهم المتألمة فنالوا الشفاء فى الحال. أكمل القديس اسحق الدفراوى شهادته فى " السادس من بشنس 19 للشهداء 14 مايو 303م " وانتقل الى فاديه الرب يسوع حيث نال الاكليل الذى لايُفنى ولا يضمحل ولا يتدنس فى ملكوت السموات وبعد هذا حضر رئيس البلدة مقدم المدينة وأخذ قطعة قماش من الحرير ولف بها رأس القديس وأحضر أقمشة وكفن بها جسد القديس وكان أحد أقارب القديس ( اسحق الدفراوى ) المدعو " خرستوفورس " ملازم للقديس من أول تعذيبه حتى استشهاده وهو الذى استلم من مقدم المدينة جسد الشهيد وأحضر عربة حملت الجسد المقدس الى بلدتـــه " دفرة " ووصلته الى شاطئ النهر المقابل لبدته ، ولما لم توجد سفينة لعبور النهر أمر الله الحيوانات فسارت على المياة مثل اليابس ، ولما سمع رجال البلدة خرجوا جميعا لملاقاته وبأيديهم الشموع وكانوا ينشدون الالحان ثم حملوه الى الكنيسة بمجد وكرامة فرحين ممجدين الله صانع العجائب وحده . وبعد فترة أُخرج الجسـد ووضع فى مقـصورة داخـل الكنيـسة وبعد ذلك هـدم " خرستوفورس " نسيب هذا القديس بيته وبنى مكانه كنيسة ووضع فيها جسده الطاهر ثم استدعى الاب الاسقف أسقف " دفرة " فكرسه فى اليوم ( السادس من شهر طوبة ) وحصلت فيها عدة عجائب باسم ربنا يسوع المسيح . استشهاد القديس اسحق الدفراوي القس أنجيلوس جرجس مديح الشهيد اسحق الدفراوي الشهيد مار إسحق الدفراوي🙏🏻❤ مديح للقديس اسحق الدفراوي |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تحميل سيرة القديس العظيم الشهيد إسحق الدفراوي من المخطوطات الأصلية |
تصميم | القديس أسحق الدفراوى |
القديس أسحق الدفراوى| تصميم |
القديس أسحق الدفراوى| تصميم |
القديس أسحق الدفراوى |تصميم |