16 - 05 - 2021, 07:22 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
الفِتيَةُ الثَّلاَثَةُ فِي أَتُونِ النَّارِ
← اللغة الإنجليزية: the Three Young Men - اللغة القبطية: pi]omt `n`alou `n`agioc.
الفتية الثلاثة حنانيا وعزريا وميصائيل 17/12غربي(30/12 شرقي)
النبي دانيال هو صاحب السفر الرابع من أسفار الأنبياء الكبار بعد سفر إشعياء وإرمياء وحزقيال، هذا بحسب ما ترتبه الترجمة السبعينية الأرثوذكسية لأسفار العهد العتيق. ان دانيال النبي والفتية الثلاثة كانوا من سبط يهوذا الملوكي ولما سبى بختنصر (نبوخذنصر) اليهود وجلاهم إلى بابل سنة 599 ق.م على عهد يواكيم أو يواخين الملك الذي يدعى يخنيا أيضاً، كانوا من جملة المسبيين وهم أحداث وهناك نظموا في سلك الأسرى المنتخبين لخدمة بختنصر الملك وقد دُعي دنيال منهم بلطشاصر وحنانيا سدراخ وميصائيل ميساخ وعزريا عبدناغو فتربوا في البلاط الملوكي وتعلموا حكمة الكلدانيين ففاقوا فيها بعد شروعهم بتعلمها بثلاث سنين جميع حكماء الكلدانيين.
ثم أن دانيال وهو فتيُّ السن فسر موضحاً المقصود بذلك التمثال السري الذي رآه بختنصر في الحلم مركباً من معادن مختلفة فقطع حجر من جبل بدون يد بشرية وكسر ذلك التمثال وسحقه حتى غدا كالغبار وأبان بتفسيره جلياً أن المراد بالجبل سمو قداسة العذراء وقوة الروح القدس التي ظللتها والمراد بالحجر يسوع المسيح المولود منها بلا زرع الذي في مجيئة الثاني سيقيم للمؤمنين به ملكه السماوي الأبدي الذي لا يزول بعد أن يسحق كإلهٍ ويفني جميع ممالك العالم الرموز إليها التمثال (دانيال 31: 2)، ثم سبق وأشار إلى زمان ظهور المسيح في الأردن وابتدائه بالكرازة الإنجيلية وإلى زمان الأمة الخلاصية وإلغاء العبادة الناموسية محرراً ذلك على الضبط والتدقيق بعدد السبعين يوماً من السنين كما هو معلوم (دانيال 14: 9) وصوَّر صورة مجيئه الثاني الجلية الرهيبة تصويراً جيداً مستعملاً سموَّ الأقوال كألوان ناضرة موضحاً بها العرش اللهيبي الموضوع والقاضي الأبدي الجالس عليه ونهر النار الجاري أمامه وقضاء المحكمة التي لا تأخذ بالوجود ومصاحف أعمال كل أحد المفتوحة وألوف ألوف حدامه وربوات ربوات الواقفين أمامه (دانيال 9: 7) وقد لقبه الملائكة الذين كانوا يظهرون له "برجل الرغائب" لأنه إذ رغب جداً في أن يعلم هل يحصل أبناء جنسه على الحرية وما هي حالهم المزمعة. ازدرى بكل شهوة جسدية غير مكترث لشيء من لوازم الجسد حتى الخبز نفسه الذي هو أضر قوة لإنسان وصار بتضرع إلى الله تعالى ثلاث مرات كل يوم بلا انقطاع صائماً راكعاً وبسبب ذلك طرح في جب الأسود إذ وشى به أعداؤه للملك أنه خالف أمره الذي أصدره بأن لا يسجد أحد للإله ولا يطلب شيئاً منه ولا من إنسان إلا من الملك وحده إلى مدة ثلاثين يوماً وكانوا هم قد دبروا له هذه الحيلة عمداً إلا أنه سدَّ أفواه الأسود بقوة الله وقام بينها كراعي خراف موضحاً بذلك للكفرة قوة حسن العبادة واقتدارها.
وأما الفتية الثلاثة فإذ أبوا غير راضين بالسجود للتمثال بختنصر طُرحوا في أتون النار فلم يلحقهم منها عطب بل بقيت كل أجسادهم حتى شعورهم سالمة لأن ملاكاً انحدر وندَّى لهم الأتون فصاروا يتمشون في وسط النار كلهم على ندى مسبحين الله بالتسبيح الشهير الذي تتضمنه التسبحة السابعة والثامنة من الاستيخولوجية (تتلى في صلاة السحر). لم يصبهم أذى من الأتون ولم يكن على ملابسهم أثر رائحة النار وكان ذلك رمزاً إلى ولادة المسيح من العذراء التي لم يخامرها فساد فإن العذراء اقتبلت نار اللاهوت ولم تلتهب أحشاؤها ولم تزل عذراء كما كانت قبل الولادة أيضاً.
الفتية الثلاثة القديسين توفوا مملوئين أياماً وتخلف عنهم دانيال النبي الذي عاش إلى عهد كيرس (قورش) ملك الفرس فالتمس منه عودة أبناء جنسه إلى أورشليم واعادة بناء الهيكل فحصل على بغيته ثم توفي بسلام وله من العمر 88 سنة وسفر نبوئته يقسم إلى 12 اصحاحاً وهو الرابع والأخير في عدد أسفار الأنبياء الأكابر الأربعة.
|