البابا يحذر من آفة الحياة الروحية في حياة الإنسان
إن محبة العالم، آفة في الحياة الروحية للإنسان، لأن الله خلقه وميزه بنسمة الحياة، وأصبح كائنا حيا ينتمي إلى الله، وهذه قيمته وعظمته، والله استودع في الإنسان هذه النسمة ليعيش لله، وينتمي له، ولكن الكثيرين يرتبطون بالأرض وينسون الله.
مراجعة الإنسان لنفسه، وأن يمتلء قلبه بالله، وخاصة أن العالم ممتلئ بالسلوكيات التي تعبر عن محبة العالم، ومنها التزوير في الانتخابات الذي يتحدثون عنه، في إحدى الدول الكبيرة (في إشارة للولايات المتحدة الأمريكية)، وأيضا النصب على الناس يعتبر محبة للعالم.
أن هناك بعض الأمثلة في الكتاب المقدس، تعبر عن محبة العالم، ومنها قصة "لوط" الذي أحب أرض سدوم، وأيضا آخاب الملك، وإيزابيل زوجته، حيث طمعا في قطعة أرض مملوكة لشخص يدعى نابوت اليزرعيلي، واغتصاباها، وهذا نتيجة حبهما للعالم، بالإضافة إلى "ديماس"، الذي كان يخدم مع بولس الرسول، ولكنه تركه لأنه أحب العالم الحاضر، ولم يرغب في العيش بوصايا الله.
إلى أن هناك شخص آخر، أحب العالم، وهو يهوذا الإسخريوطي، الذي خان المسيح، وسلمه، بقليل من الفضة لأنه أحبها أكثر من محبته لسيده، وصار موسوما في التاريخ بأنه "التلميذ الخائن"، بالإضافة إلى شخصية "عاخان بن كرمي"، والذي بسببه هُزمت الجيوش، لأنه سرق ما لا يحل له، وأحب الذهب.
أن الحياة السلبية والمحبة الشكلية لا تنفع مع المسيح، ولا توصل الإنسان لشيء، وتعتبر آفة في الحياة الروحية، وعندما تعيش مع الله يجب أن تنتبه لكل شيء تفعله في حياتك، وفي القداس هناك ما يعرف بـ"قبلة السلامة" حيث تصافح أي شخص يقف إلى جوارك، دليلا على السلام، وإذا اكتفيت بالشكل الطقسي دون المعنى القلبي العميق فهذا "زي قلته"، وهذا يعتبر محبة للعالم.
أن هناك بعض الأمور تساعد الإنسان على رفض محبة العالم، أولها أن يعيش بوصية الإنجيل، وأن تكون كلمه الله في حياته ليلا نهارا، ويجب على الإنسان أن يراجع حياته ويبدأ السنة الجديدة بخير، والشيء الثاني الذي يساعد الإنسان على رفض محبة العالم هو الاعتراف والصلاة لله، وأن يتعهد ببدء بداية جديدة مع الله، والشيء الثالث هو أن تلاحظ نفسك وسلوكك، وتراجع نفسك.
وهذا يجعلك تتعلم من سير القديسين، بالإضافة إلى حياة الرضا، والإنسان المتذمر في المنزل والمجتمع يفتح أمامه بابا كبيرا لمحبة العالم التي هي عداوة لله، ويجب أن تعيش حياة الرضا والشكر، والله هو الذي يعطيك البيت والأسرة والعمل، واشكر الله على نعمه الكثيرة