|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
من اين لي هذا ان تأتي ام ربي الي ان مريم العذراء التي رفعت بنعمة الله، بعد ابنها، فوق مصف الملائكة والقديسين والبشر بوصفها أم الله الفائقة القداسة. واشتركت في اسرار المسيح اي في التجسد والفداء، لذا تكرمها الكنيسة بحق تكريما خاصا. واذ تطلق عليها لقب ((أم الله)) لأن المسيح كلمة الله المتأنس في احشائها هو اقنوم الهي. وبهذا المعنى نفهم قول اليشباع الذي نطقت به بالهام سماوي اذ قالت: ((من اين لي هذا ان تأتي ام ربي الي)) (لوقا 43:1) فالقول ان مريم هي ((ام الله)) هو من حقوقها لان الولادة لا تقوم بتكوين الجسم ووضعه فحسب، بل في شخص المولود صاحب الجسم. ومريم اذ حملت ووضعت يسوع، فانها وضعت شخصا كاملا اعني بطبيعته الالهية والانسانية مع خواصهما بلا اختلاط ولا امتزاج. وقد آمنت الكنيسة بهذه الحقيقة دائما، فقال قديسنا العظيم مار افرام: ((ان عظامي لتصرخ من القبر: ان مريم ولدت الله، وان شككت في ذلك فلترذلني الحقيقة، وان خامر نفسي بعض الشك او اي تردد، فليقض علي بالنار الابدية)). وانطلاقا من هذه الحقيقة حثت الكنيسة على تبجيل مريم ومحبتها والتوسل اليها والاقتداء بها. وهذا التكريم الرائع لمريم وان كان فريدا من نوعه الا انه يختلف اختلافا جوهريا عن تكريم العبادة الذي نؤديه للكلمة المتجسد مع الاب والروح القدس. كما ان اكرامنا لمريم هو في نهاية الامر اكرام لابنها، وحبنا لها هو انتماؤنا لابنها. ان العذراء الطوباوية التي اختيرت اما للمسيح منذ الازل، فحملته وولدته وغذته واخيرا تألمت معه، قد اشتركت بطريقة فريدة في عمل المخلص بطاعتها الكاملة وايمانها العميق ورجائها الوطيد ومحبتها الحارة، وكانت غايتها ان ترد للنفوس الحياة الفائقة الطبيعية التي اهدرتها الخطيئة الاصلية، لذا غدت مريم أماً لنا في تدبير النعمة وتستمر هذه الامومة بلا انقطاع منذ اللحظة التي ابدت رضاها يوم البشارة هذا الرضى الذي حافظت عليه بلا تردد طيلة حياتها الى ساعة وقوفها تحت الصليب والى ان يبلغ جميع المختارين الى المجد السرمدي ولم تتخلى عن هذه المهمة الخلاصية بانتقالها الى السماء اذ انها تواصل شفاعتها لتنال لنا نعم الخلاص الابدي وتسهر بمحبة الام على اخوة ابنها المغتربين على الارض وسط المخاطر والضيقات حتى يصلوا الى الوطن السعيد عند الله ابيهم، فهي ام الكنيسة بكل حق ولقد اختبرت الكنيسة وابناؤها شفاعة مريم القديرة عبر الاجيال فزاد تعلقهم بها وعظم حبهم لها وما اكثر ما اختبرنا نحن ايضا حنوها الوالدي في محننا، فلنجدد حبنا لها في هذا الشهر المبارك . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
و يُحكى أن السعاده قد تأتي بـِ كلمـہ و قد تأتي بـِ نظرَة |
من أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلي؟ |
متى تأتي إلي ؟ |
«من الاصغاء تأتي الحكمة ، و من الكلام تأتي الندامة» |
بمبى |