استطاعت مريم المجدلية أن تتذكر بكل وضوح اليوم الذي حررها فيه المسيح من خطيتها ومن سلطان الشر عليها, فأصبحت منذ ذلك اليوم تتبعه حيثما ذهب ( لوقا 8 : 2 )
لقد شاهدته و هو يشفي المرضى و يعلم الجموع عن محبة الله الأب لهم, فتغيرت و تحولت حياتها بالكامل حيث اختبرت فرح الحياة بالقرب من يسوع المسيح. لكن سرعان ما بدأت الأمور في التغيير,حيث تم القبض على السيد المسيح و صلبه بقسوة و وحشية , الجموع التي كانت تنشد في أول الأسبوع أوصنا في الأعالي هي نفسها التي صاحت في آخر الأسبوع أُصلبه أُصلبه . و الصدمة الكبرى كانت لمريم عندما أتت إلى القبر لوضع الطيب على جسد المسيح فوجدته فارغاً, و بينما كانت واقفة عند القبر خارجاً تبكي و إذ ملاكان ظهرا و الا لها يا امرأة لماذا تبكين . كانت واقفة أمام قبر فارغ , المسيح قد قام من بين الأموات كما وعد. عندما أدركت حقيقة قيامة المسيح عادت الأمور إلى مجراها الطبيعي و غادرت مريم بكل فرح مسرعة تخبر الآخرين بالبشارة لسارة .
الحياة المسيحية ليست دوماً سهلة فهناك أوقات فرح في سيرنا مع المسيح لكن هناك أيضا سوف تصادفنا ضيقات ومشقات في حياتنا سوف نمر في أزمات لا نفهم فيها ما يجري من حولنا في هذا العالم لكن في هذه جميعها يجب علينا أن نحول أنظارنا و نتمعن في ذلك القبر الفارغ, ذلك القبر الذي يؤكد قيامة المسيح التي نستمد منها رجاءنا وتذكرنا بالحياة الأبدية التي وهبها لنا المسيح المٌقام. انه ذلك القبر الفارغ الذي يذكرنا مراراً و تكراراً أنه لم يوجد شيء و لا حتى الموت نفسه يستطيع أن يهزم و يغير قصد الله لأولاده .فهل أنت يا صديقي واقف بجانب قبر فارغ تبكي أم تتذكر النصرة التي لك في المسيح المُقام.
أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟ وَلكِنْ شُكْرًا ِللهِ الَّذِي يُعْطِينَا الْغَلَبَةَ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ.