قصة دير السلطان المصري بالقدس بعد محاولة الرهبان الإثيوبيين السيطرة عليه
أثارت خلال الأيام الماضية أزمة بشأن دير السلطان، بالقدس المملوك للكنيسة القبطية الأرثوذكسية وذلك بعد محاولة الرهبان الإثيوبين السيطرة المستمرة عليه رغم الأحقية القانونية للكنيسة الأرثوذكسية.
ويعد دير السلطان أحد أهم الأماكن العربية المقدسة لمدينة القدس الشرقية، بناه الوالي المصري منصور التلبانى عام 1092 ميلادية فوق كنيسة القيامة التي تعد أقدم كنيسة في العالم بترخيص من الوالي العثماني جلال الدين شاه، وظل الدير منذ نشأته حتى الآن المدخل الوحيد لدخول الحجاج المسيحيين إلى كنيسة القيامة، حيث يوجد قبر المسيح.
ويحكى القس يوحنا في كتابه تاريخ الكنيسة القبطية أن «صلاح الدين الأيوبي، بعدما فتح القدس، أعطى للأقباط أعظم مكان في بيت المقدس، وسُمى "دير السلطان" نسبة لـ"صلاح الدين الأيوبي"، تقديرا لدورهم في محاربة الاستعمار الصليبى».
يتكون دير السلطان من مجموعة من المباني القديمة المتناثرة، وفيه أرض خالية تصل مساحتها إلى ألف متر وحوله سور بارتفاع يقرب من 4.5 متر، يفصل بين الدير وبطريركية الأقباط، وفى نهايته باب خاص بالأقباط وحدهم، ويوجد باب ثالث لهذا الدير من الناحية الشرقية على الطريق العمومي المجاور للمبانى المعروفة بالمصبن.
تقع ساحة الدير فوق كنيسة القديسة هيلانة وفي الزاوية الجنوبية الغربية من هذه الساحة تقع كنيستان تاريخيتان هما كنيسة الأربعة كائنات الروحية غير المتجسدة ومساحتها 42 م2، وكنيسة الملاك ميخائيل وهي في الدور الأرضي ومساحتها 35 م2، وللوصول من هذا الدير إلى كنيسة القيامة يجب الدخول إلى كنيسة الأربعة حيوانات والنزول منها إلى كنيسة الملاك والخروج من بابها إلى ردهة كنيسة القيامة.
يُشار إلى أن هناك نزاعا تاريخيا على ملكية هذا الدير بين الأقباط والأحباش، واستولت إسرائيل على دير السلطان في القدس الشرقية وسلمتها إلى الرهبان الأحباش بعد طرد الرهبان المصريين منها بعد حرب يونيو 1967.
وقرر البابا الراحل كيرلس السادس، حظر سفر الأقباط إلى القدس تحت الاحتلال الإسرائيلي بعد الاستيلاء على الدير، وفى جلسة المجمع المقدس 26 مارس 1980، قرر المجمع المقدس عدم التصريح لرعايا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالسفر إلى القدس هذا العام، في موسم الزيارة أثناء البصخة المقدسة وعيد القيامة، وذلك لحين استعادة الكنيسة رسميا لدير السلطان بالقدس، ويسرى هذا القرار ويتجدد تلقائيا طالما أن الدير لم تتم استعادته، أو لم يصدر قرار من المجمع بخلاف ذلك.
وكانت الكنيسة القبطية المصرية رفعت أكثر من 100 دعوى قضائية أمام المحكمة العليا الإسرائيلية، وصدر الحكم جميعها بإثبات حق الكنيسة المصرية في الدير، ولكن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ترفض التنفيذ حتى الآن.
هذا الخبر منقول من : اخبار اليوم