|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تاريخ ظهور لحن "أومونوجنيس" (أيها الابن الوحيد) مع شرح لاهوتي له ---------------------------------- بكرة "الجمعة العظيمة" هنقول لحن "أومونوجينيس" ، واللحن ده عظيم لاهوتيًا وفي موسيقته وهو فعلًا وقار وجوهر الأرثوذكسية. يُقال في ثلاثة مناسبات خلال السنة القبطية: ١. في الساعة السادسة من يوم الجمعة العظيمة. ٢. في تكريس البطاركة والأساقفة. ٣. وأيضًا في تكريس الميرون. وهنا نجد مفارقة في مناسبة اللحن، فيُقال والكنيسة في حالة خشوع شديد بسبب موت المخلص وقت الساعة السادسة يوم الجمعة العظيمة، ويُقال أيضًا وقت الفرح حين يُكرس أحد البطاركة أو الأساقفة. والهدف من ذلك، تذكُر الأب البطريك أو الأسقف أن مجد المسيح في الصليب. * [أيها الابنُ الوحيدُ (بدون الجنس) وكلمةُ الله، الذي لا يموت. وأنت الأزلي قبلتَ من أجل خلاصنا، أن تتجسد من القديسة والدة الإله الدَّائمة البتولية مريم. فبغير استحالة تأنست وصُلبت أيها المسيح الإله. وبالموت دُستَ الموت، أنتَ أحدُ الثَّالوث القدُّوس المُمجد مع الآب والروح القدس. خلصنا. قدوس الله الذي من أجلنا صار إنسانًا بغير استحالة وهو الإله. قدوس القوي الذى أظهر بالضعف ما هو أعظم من القوة. قدوس الذى لا يموت الذى صلب من أجلنا وصبر على موت الصليب وقبله فى جسده وهو أزلى غير مائت. أيها الثالوث القدوس ارحمنا.] اللحن ده مرَّ بتطورات كثيرة، فهو نتاج لنصين مختلفين عن بعض: - النص الأول: هو لحن "اومونوجينيس" وهو لحن خرستولوجى بيتكلم عن لاهوت السيد المسيح. - النص الثاني: يبدأ من اجيوس اوثيؤس وده نوع من الالحان اللى كانت بتتصلى فى الصعيد تحت عنوان "الحان الثلاث تقديسات". *اللحنين دول كانوا لحنين منفصلين وكانوا بيتصلوا ورا بعض، لكن كل واحد فيهم كان له نغمة مختلفة.[١] للأسف الشديد اللحن التانى نغمته فُقدت مع مرور القرون المختلفة، فأضطر العرفان انهم يركبوا نغمة اللحن الاول (اومونوجينيس) على اللحن التانى (اجيوس اوثيؤس) وبالتالى اصبح اللحنين نفس النغمة واصبحوا نص واحد. اللى ساعد على كده إن موضوع النصين اللاهوتي يكاد يكون واحد، فتم دُمج النصين فى سلاسة وسهولة، بحيث اللى يقرأ النص المدموج دلوقتى مش هيتخيل أبدًا إنهم نصيّن مختلفين. - النص الأول ماكنش بيتصلى في الجمعة العظمة ولكنه كان بيتصلى: "ليلة عيد الميلاد" و"ليلة عيد القيامة"، لأنه فى الأساس لحن خرستولوجى بيتكلم عن السيد المسيح. والنص ده يرجع للقرن التاسع-العاشر.[٢] -النص الثاني (لحن الثلات تقديسات "اجيوس او ثيؤس") فى الطقس الصعيدي ماكنش بتتصلى لوحده ولكن كان بيتضاف له جُمل مع كل تقديسة: ١- "قدوس الله": الذى من اجلنا صار انسانًا بغير تحول وهو الله. ٢- "قدوس القوي": الذى أظهر بالضعف ما هو أعظم من القوة. ٣- "قدوس الحي الذى لا يموت": الذى صلب من اجلنا وصبر على موت الصليب وقبله فى جسده. اللحن ده فى المجمل نشأ فى الصعيد، وانتقل بعد كده لطقس وجه بحرى، ده حدث من حوالى القرن الرابع عشر إلى الخامس عشر، ولما انتقل لوجه بحرى انتقل ليصلى فى الجمعة الكبيرة وفى الاعياد السيدية "زى ما كان بيتصلى فى الصعيد برضو"[٣]. *هذا اللحن يشرح لاهوت المسيح في ألوهيته ومكانته في الثالوث ثم تجسده وموته ونصرته علىه. وفي كل مرحلة من مراحل اللحن، يصعد اللحن بقوة في حالة المجد والانتصار. وينزل بسلم في حالة الموت. ١. يبدأ اللحن بمكانة المسيح الأزلية والإلهية. ٢. تنازل المسيح من مجده طوعًا، وصلبه. ٣. نصرته على الموت. ٤. مجده بكونه إلهًا. المصطلحات اللاَّهوتية في اللحن: ١. الإبن الوحيد (Ο μονογενής) ٢. والدة الإله (θεοτόκος) ٣. الدائمة البتولية مريم (άειπαρθένς) ٤. أحد الثالوث المقدوس (είς ών της αγίας τριάδος). يُنسبه ثيوفان المؤرخ (تنيح ٨١٨م) إلى "الإمبراطور جوستنيان" (٥٢٧- ٥٦٥م)، حيث ألفه بين عامي ٥٣٥ و ٥٣٩م. والأمبراطور جوستنيان كان مهتمًا باللاهوت، حيث كان يسعى لحل النزاع الخلقيدوني (٤٥١م) حول كيفية التعبير بالألفاظ عن سر الأتحاد القائم بين الطبيعتين اللاهوتية والناسوتية. فجاءت هذه المقطوعة الموسيقية. ويُظن أن القديس "ساويروس الأنطاكي" (٥١٢ – ٥٣٨م) قد ساعد "الإمبراطور جوستنيان" في كتابة هذا اللحن، لتشابه اللحن من حيث اللُّغة والفكر مع كتابات القديس ساويروس الأنطاكي. فقد بذل الأمبراطور جوستنيان جهدًا لإدخاله إلى الكنيسة البيزنطية في عصره. حتى إنه يُصلى به في قداس القديس يوحنا ذهبي الفم. كما يُقال في قداس مار مرقس اليوناني قبل الثلاثة تقديسات. وعند السريان في القداس القديس يعقوب، وفي الجمعة العظيمة أيضًا. لذلك فهو لحن مسكوني.[٥] ................................ المراجع [١] فيه عشرات المخطوطات اللى دلتنا على كده، هكتفى هنا بمثال واحد فقط وهو مخطوط دلال المعلقة من القرن السابع عشر المحفوظ بالمتحف القبطى تحت رقم336 طقوس. [٢] النص الاول وارد في "مخطوط typicon" من الدير الابيض بسوهاج، من القرن التاسع-العاشر وهو محفوظ حاليًا فى جامعة ليدن بهولندا"، تحت عنوان (Ms.Insinger N.32). واللحن ده برضو موجود فى بصخة واردة من الصعيد من القرن التانى عشر-التالت عشر محفوظة فى الفاتيكان تحت رقم Borgia109. [٣] دلنا على ده مخطوط (British Library.Add5027-G) وبعد كده انحسر ترتيله فى جمعة الصلبوت وتكريس الميرون فقط زى ما هو معمول به دلوقتى. [٤] المعلومات عن المخطوطات وتحليلها من الباحث "مينا صفوت" ويمكن الرجوع للمقال القيم في مجلة الكرازة للباحث "مايكل حلمي" (إبريل ٢٠١٧م). [٥] كتاب التعاليم اللاهوتية فى لحن أومونوجنيس، د. جورج عوض ******* رسم يرجع للقرن الخامس الميلادي يُظهر المسيح مصلوبًا ولكنه مرتديًا ملابس الملوك ويرفع يده اليمنى بعلامة الإنتصار والغلبة. فتتجلى المعاني اللاهوتية إنه "أظهر بالضعف قوته"، "لكَ القوة والمجد" وأنت على الصليب أحييتنا بموتك، فأصبح "الموت مُحيّي"، فعلى الرغم من إنه ذاق الموت إلاَّ إنه داسه بقوة لاهوته. فتعبير "بالموت دُستَ الموت" هو "متضادة خلاصية"، لأنه قَبَل الموت، ولكنه في نفس الوقت داسه وهزمه وانتصر عليه ليمنح البشرية ذاته، فهو "الحياة". |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|