|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رؤية الإيمان أنتم قصدتم لي شراً، أما الله فقصد به خيراً ... فالآن لا تخافوا. أنا أعولكم وأولادكم فعزاهم وطيّب قلوبهم ( تك 50: 20 ،21) لقد حدثت أزمة في تاريخ اخوة يوسف أظهرت أنهم لم يعرفوا قلب يوسف معرفة حقيقية ولذلك لم تكن لهم ثقة كاملة فيه. لقد خلّصهم من المجاعة وأنقذ حياتهم ( تك 45: 7 ) وجعلهم يمتلكون أفضل الأرض في مصر ( تك 47: 11 ) وعالهم بالطعام والخبز ( تك 47: 12 )، وظلوا لمدة سبعة عشر عاماً موضوع رعايته وكرمه وعنايته الحُبية، ومع ذلك عندما قامت في طريقهم صعوبة ظهر أنهم لم يعرفوا يوسف معرفة حقيقية. لقد عرفوا شيئاً عن عظمته ومجده، وعرفوا العمل العظيم الذي أتمه، وعرفوا أيضاً أن كل بركة يتمتعون بها هي من نتائج عمله وما له من مكانة عظيمة، ولكنهم ـ للأسف ـ لم تكن لهم معرفة شخصية بفكره وقلبه. فكان لسان حالهم "نحن نعرف ما قد فعل لأجلنا، ولكننا لا نعرف شعوره من نحونا". وإذ لم يعرفوا فكره وقلبه، توجسوا خيفة أن يعاملهم يوسف كما سبق وأن عاملوه. وا أسفاه! ألا نُشبه نحن في أحيان كثيرة إخوة يوسف؟ فنحن نعرف شيئاً عن مجد المسيح ونتيجة عمله ونتمتع ببركات عمله الكامل الذي أتمه على الصليب وخدمته الحالية في المجد، ولكن عندما تعترضنا أزمة من نوع ما في الطريق، تظهر حينئذ قلة معرفتنا بقلبه وما يتبع ذلك من ضعف ثقتنا فيه. قد يستطيع الواحد منا أن يقول: "إنني أدرك ما فعله لأجلي" ولكن هل حقاً يستطيع أن يقول: "إنني أدرك حقيقة عواطفه ومشاعره تجاهي؟". وتظهر قلة المعرفة الحقيقية بقلب يوسف وما يتبع ذلك من ضعف الثقة به، في الرسالة التي أرسلها إخوته له ( تك 50: 16 ،17)، والأسوأ من ذلك محاولتهم إخفاء عدم إيمانهم وثقتهم به بادعائهم أنهم يحملون فقط رسالة أبيهم قبل وفاته. وهكذا نحن أيضاً إذا لم نكن في شركة قريبة مع المسيح، فإننا قد نظن أثناء سقوطنا وفشلنا وإهمالنا، أن المسيح ضدنا. ولكن مهما يكن مقدار فشلنا جسيماً، فإن غفران الله للمؤمن الحقيقي هو حق لا يقبل الريبة. وهكذا فنحن مدعوون لا أن نلتمس الغفران مرة أخرى، بل أن نعترف بخطايانا حتى يمكن لنا أن نسترد الشركة معه، وعندئذ سوف يقودنا إلى التعرف به أكثر إذ أننا سنعرف عندئذ أنه لا يوجد في قلبه إلا المحبة لنا |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|