|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شهادة ناجحة ورأى سيده أن الرب معه، وأن كل ما يصنع كان الرب يُنجحه بيده. فوجد يوسف نعمة في عينيه، وخدمه، فوكَّله على بيته ( تك 39: 3 ، 4) لقد أصبح يوسف شاهدًا للرب في بيت العبودية، لكونه رجلاً ناجحًا، ولذلك نقرأ «ورأى سيده أن الرب معه» ( تك 39: 3 ). لقد كان شاهدًا بحياته لا بشفتيه فقط، وقد تأثر فوطيفار بما رآه وليس بما سمعه. لقد رأى سيده أن الرب معه وأن كل ما يصنع كان الرب يُنجحه بيده. لو أن يوسف كان دائم الشكوى من حظه العاثر، أو كان دائم الحديث عن المجد الذي له في المستقبل، لَمَا صار شاهدًا للرب في بيت فوطيفار. وما كان المصريون ليهتموا بماضيه. وما كانوا ليفهموا شيئًا عن مستقبله حتى لو أُخبروا عنه مُسبقًا، ولكن ما كان واضحًا أمامهم هو سلوكه اليومي وتفانيه في العمل؛ هذا ما رآه فوطيفار وقدّره. وهذا ما يجب أن نتعلمه في سلوكنا اليومي، أمام رؤسائنا غير المؤمنين في هذا العالم، فلا ينبغي أن نشكو من حظنا العاثر في أي مكان نوجد فيه، أو نتكلم عن أننا في يوم قادم سندين العالم والملائكة؛ إن هذا الكلام لن يكون في محله، سيعتبرونه تطرفًا بل ربما وقاحة. إن التكلم مع أهل العالم عن قصد الله المجيد من نحونا، هو بمثابة إلقاء الدُرر أمام الخنازير، فهذه الأمور فوق إدراك الإنسان الطبيعي. ولكن أن ترى مؤمنًا يعيش بهدوء، ثابتًا على مبادئه، حياته غير ملومة، متفانيًا في واجباته اليومية؛ فهذه هي الشهادة الحقيقية للرب، وهذا ما ينال تقدير الرؤساء حتى غير المؤمنين. وهذا ما نراه في تاريخ يوسف. فالذي كان شاهدًا أمينًا للرب نال احترام وتقدير الناس، ولذلك نقرأ: «فوجد يوسف نعمةً في عينيه، وخَدَمه، فوكّله على بيته ودفع إلى يده كل ما كان له» (ع4). لم يكن الرب مع يوسف فقط ولكنه كان لصالحه أيضًا، مطوعًا قلب سيده لصالح عبده، ومُعطيًا له نعمة في عينيه. ونتيجة لذلك أصبح يوسف سبب بركة لبيت المصري «وكان من حين وكَّله على بيته، وعلى كل ما كان له، أن الرب بارك بيت المصري بسبب يوسف. وكانت بركة الرب على كل ما كان له في البيت وفي الحقل» (ع5). فالمؤمن ليس مدعوًا لينال البركة فقط، بل لكي يكون بركة للآخرين أيضًا. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|