|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يعقوب في طريقه إلى فدان أرام وجده في أرض قفر، وفي خلاء مستوحش خرب. أحاط به، ولاحظه، وصانه كحدقة عينه ( تث 32: 10 ) تاريخ يعقوب في الكتاب المقدس يُبين لنا مَنْ هو الله ومَنْ هو الإنسان. يُبين الله في غنى نعمته ومُطلق سلطانه، ويُبين الإنسان في خيانته وعدم تقديره لنعمة الله. فيعقوب هنا هو في طريقه من كنعان إلى حاران، أي في طريق التحول عن الرب والابتعاد عن الأرض التي أعطاها الله لإبراهيم ولنسله. ولكن هل المؤمن الحقيقي يملك حرية الرجوع عن اختيار الله؟ يقول الكتاب "أما نحن فلسنا من الارتداد للهلاك بل من الإيمان لاقتناء النفس" ( عب 10: 39 ). فالله وإن كان يسمح ليعقوب أن يخرج من كنعان، فذلك ليس لكي يهلك، بل لكي يختبر مرارة الضلال وحلاوة رَّد النفس. ظهر الله ليعقوب وهو في طريق الضلال وأعلن له ذاته قائلاً له "أنا الرب إله إبراهيم أبيك وإله إسحاق. الأرض التي أنت مضطجع عليها أعطيها لك ولنسلك ... ويتبارك فيك وفي نسلك جميع قبائل الأرض" ( تك 28: 13 ،14). هنا نجد الوعد بالبركات الأرضية والزمنية .. علاوة على أن الرب طمأنه على حياته، وأنه لا بد أن يتمم مقاصده. ولكن يعقوب عندما استيقظ من نومه خاف. والسبب في ذلك أن الخطية كانت باقية على ضميره، وغير مُعترف بها. فامتلاك النعمة شيء والتمتع بها شيء آخر. وهل كل مؤمن يستطيع أن يقول إنه متمتع بالنعمة؟ لماذا القلق والخوف مع أننا نُقيم في النعمة؟ السبب هو انقطاع الشركة بسبب وقوعنا في الخطية وعدم حكمنا عليها، ولذا لم يخف يعقوب فقط، بل أكثر من ذلك أنه لم يصدّق أقوال الله، فقال: "إن كان الله معي وحفظني في هذا الطريق الذي أنا سائر فيه وأعطاني خبزاً لآكل وثياباً لألبس" ( تك 28: 20 ). فالنفس المُخطئة تجد صعوبة في تصديق مواعيد الله. ومع أن الله قد باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح يسوع، إلا أن وجوهنا كثيراً ما تتجه نحو الأرض لكي نطلب طعاماً لنأكل وثياباً لنلبس ... فإن كان يعقوب يظهر أمامنا بهذه الصورة، فلا يجب أن نستغرب لأنها صورة كل واحد منا. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|